العلاقة بين مستوى الفساد وحرية التعبير علاقة طردية، فكلما كثر الفساد قلت حرية التعبير في الصحافة، والعكس صحيح فحينما يرتفع النقد الصحفي بحيث يمكن نقد (كائنا من كان) فإن الفساد يأخذ بالانخفاض بسبب جرأة النقد. بالتأكيد أن ندعو إلى نقدٍ مسؤول، أي أنه النقد الذي لا يتجنى على أحد لاعتبارات شخصية وهذا هو المطلوب، لكن لا يعني ذلك إغلاق باب النقد لمجرد أن كاتبا نقد أحد المسؤولين في مكان ما أو منعه من الكتابة وقد حصل ذلك كثيرا في صحفنا. نعم هناك إشكاليات في طرح النقد بحيث يتجنى البعض في نقده، ويبالغ ويتهم الآخرين من غير التثبت في القضايا التي يطرحها، مما يجعله نقدا غير مسؤول لكن لماذا تنخفض حرية التعبير أحيانا دون مبرر معقول؟. حرية التعبير في الصحافة هي أس الكتابة، ومن غيرها فلن يبقى للصحافة دور غير الدور الإخباري دون الجرأة في طرح الكثير من القضايا والنقد تجاه كافة الأصعدة وتحديدا في ما يخص نقد المسؤولين في كل وزارتنا. الصحافة إذا خرجت عن إطار الدفاع عن قضايا الناس فلن تكون صحافة، بل هي أقرب إلى الصحافة التقليدية التي لايهمها سوى تلميع بعض المسؤولين من هنا أو هناك. يستحق من يعمل بحق التلميع لكن لابد أن ينتظر النقد متى ما أخطأ. إن اتساع دائرة النقد يعني تقليصا لمساحة الفساد الإداري، ولكن أن يكون نقدا مسؤولا وليس نقدا متجنيا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 402 مسافة ثم الرسالة