أجرى فريق طبي في مستشفى الملك فهد بجدة جراحة نادرة لمريض في العشرين من عمره، كان يعاني من ورم في المخ، وذلك بعد عملية جراحية استغرقت نحو 20 ساعة مجزأة على مرحلتين. وكان المريض يعاني من صداع حاد ومستمر مع نوبات من القيء والنزف من الأنف بالإضافة إلى وجود قصور في حركة العين اليسرى. وأوضح استشاري جراحات مناظير الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة في المستشفى الدكتور محمد محمود زهران، أن العملية الجراحية أجريت باستخدام المنظار عبر فتحتي الأنف دون الحاجة للتدخل الجراحي بالرأس أو الوجه لفتح عظام الجمجمة كما كان في السابق. وبين الدكتور زهران، أن هذا النوع من الجراحة يعد متقدما جدا، إذ يستخدم فيه الكثير من التجهيزات الطبية المتقدمة قبل وأثناء العملية، وأهمها استخدام حفارات خاصة لحفر قاع الجمجمة في المكان المحدد تحت الورم مع المحافظة على عدم إصابة الأنسجة الحيوية مثل العين أو المخ، وذلك باستخدام مناظير ذات زوايا مختلفة إضافة لجهاز المستكشف الملاحي الذي يحدد مكان حفر عظم قاع الجمجمة بدقة. ولفت إلى أن جميع هذه الأدوات يتم استخدامها عن طريق فتحتي الأنف، ومن ثم يتم تدخل جراح المخ والأعصاب للتعامل مع الورم واستئصاله بأدوات خاصة عن طريق الأنف، ويتبع ذلك حشو منطقة الحفر بقاع الجمجمة بأنسجة وعظام من داخل تجويف الأنف يتم تحويلها إلى منطقة الحفر عبر تقنية خاصة وذلك بواسطة طبيب جراحة مناظير الانف، ومن ثم الوصول إلى حالة الانفصال الطبيعية بين تجويفي الانف والمخ. يشار إلى أن الفريق الطبي الذي شارك في العملية ضم كلا من الدكتور سقاف السقاف، الدكتور هاني العزوني، والدكتور رياض السباعي، فضلا عن استشاري التخدير الدكتور سامح شكري، الدكتور طارق الشيخ أخصائي الأنف والأذن والحنجرة، ومن فريق التمريض عبدالرحمن الحارثي، أحمد الزهراني، أمل كعبية وهديل شاذلي. يشار إلى أن المريض خرج من المستشفى بكامل صحته بعد إكمال فترة العلاج والنقاهة.