اعتبر خطيب المسجد الأقصى والنائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتنظيم مهرجان للخمور في باحات المسجد الكبير في بئر السبع يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بمشاركة ما يقرب من ثلاثين شركة، اعتبره انتهاكا ومسا خطيرا بقدسية المسجد الأقصى، مشيرا إلى أنه يأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المتواصلة بحق المقدسات والآثار الإسلامية في فلسطين بهدف طمس معالمها وتدنيس قدسيتها، ما يعد استفزازا متعمدا لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم في العالم. وقال سلامة: إن الاعتداءات الإسرائيلية على بيوت الله تسير ضمن سياسة مبرمجة تخطط لها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث قامت بهدم العشرات من المساجد في فلسطينالمحتلة عام 1948م، كما حولت العديد منها إلى متاحف ومقاهٍ وأماكن لممارسة اللهو والفجور، كما تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بين الفينة والأخرى بهدم العديد من المساجد؛ بحجة عدم الترخيص، كما تقوم بالاعتداءات على المقابر الإسلامية. وبين سلامة أن هذه الإجراءات الإسرائيلية تتنافى مع الشرائع السماوية والقوانين الدولية الكفيلة بحرية العبادة، والتي تنص على ضرورة المحافظة على الأماكن المقدسة وعدم المساس بها. وأوضح سلامة أن المسلمين عبر تاريخهم المشرق قاموا بالمحافظة على جميع الأماكن المقدسة للآخرين، ولم يرد بأنهم قد اعتدوا على كنيس أو كنيسة عبر التاريخ. كما ناشد سلامة أبناء الأمتين العربية والإسلامية ومنظمة اليونسكو ومؤسسات الأممالمتحدة وأحرار العالم بضرورة التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية على بيوت الله، وفضح هذه الجرائم في جميع وسائل الإعلام؛ كي يعرف العالم كله ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات طالت المقدسات، ولم يسلم منها البشر والشجر والحجر، وما الحريق الذي تعرض له المسجد الأقصى المبارك عام 1969م عنا ببعيد، وطالب بضرورة التصدي لهذه الإجراءات الإسرائيلية الإجرامية التي قد تقود المنطقة إلى حرب دينية لا يعرف أحد نتائجها. ومن جانب آخر، طالبت منظمات إقليمية ومحلية إسرائيل بإلغاء تنظيم المهرجان لتداعياته وتأثيره على السلم في المنطقة، كون تنظيم هذا المهرجان سيزيد من التوتر في المنطقة وسيغضب المسلمين في أنحاء العالم. كما دعت لجنة المتابعة العربية ولجنة التوجيه العليا لبدو النقب في أراضي 1948، بلدية بئر السبع الإسرائيلية إلى التراجع عن قرارها إقامة مهرجان النبيذ في باحة المسجد الكبير في المدينة. وعقد أعضاء لجنة المتابعة مؤتمرا صحافيا في باحة المسجد، أكدوا فيه أن المسجد أقيم للصلاة وليس لمهرجانات الخمور، ودعوا السلطات الإسرائيلية المختصة إلى عدم إقامة المهرجان في باحة المسجد لتجنب المساس بمشاعر المسلمين من سكان بئر السبع والقرى المجاورة. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد تراجعت عن تنظيم المهرجان الذي كانت تزمع إقامته اليومين الماضيين في باحات مسجد بئر السبع. وبني مسجد بئر السبع عام 1906 في عهد الدولة العثمانية، وكان من أهم المساجد في الجنوب الفلسطيني، وبقي مفتوحا للصلاة حتى عام 1948، عندما أغلقته سلطات الاحتلال ومنعت الصلاة فيه، وحولته بداية إلى معتقل ومحكمة، ثم حولته إلى متحف للتراث اليهودي.