كما هو معروف، فإن أهل المدينتين المقدستين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة معروف عنهم الطبع الحسن والخلق القويم، ولكن البعض من الجيل الجديد من أبناء هاتين المدينتين المقدستين عندما يستخدمون حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي؛ (فيس بوك، تويتر) يضعون صورا غير لائقة ويكتبون أحاديث لا تليق بهم أبناء أم القرى وطيبة، باعتبارهم مجاوري الحرم وقدوة لغيرهم في أنحاء العالم. إلى ذلك، يقول المستشار الاجتماعي إحسان طيب: لا ينبغي تشويه سمعة المدينتين المقدستين دون قصد بنشر ما لا يليق أو سباب ونحوه من قبل أبنائهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فلهاتين المدينتين حرمة وشرف كبير لأسباب منها انطلاق الرسالة المحمدية من على أرضهما ووجود قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة، موضحا أن لقدسيتهما التي تتمتعان بها وجدت روايات تشير إلى أن البعض يمشي حافيا فيهما تعظيما لهما كما أن ابن عباس رضي الله عنه سكن الطائف خوفا من البقاء فيهما لقول الله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب غليظ). وطالب طيب، مستخدمي التقنية من أبناء مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ضرورة توافق سلوكهم مع حرمة المدينتين، لافتا إلى ضرورة أن يتمثلوا بالقدوة الحسنة، لتنعكس صورة الإسلام الحسنة، مبينا سلوك غير ذلك يعطي انطباعا وصورة سيئة عن الإسلام. ونادى طيب، المسلمين الالتزام بالأخلاق الفاضلة التي تمثل الهوية الحقيقية للإسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أكثر ما يدخل الإنسان الجنة تقوى الله وحسن الخلق)، إذ يعد الالتزام بآداب المواقع واستخدام النت من حسن الخلق. مسؤولية عظمى أما الخبير الإعلامي والتنمية البشرية الدكتور نبيل حماد، فأوضح أن الإقامة في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة شرف للكثير وعلى أهلهما احترام قدسية المكان، لافتا إلى أن قاطني غيرهما ينظر إلى قاطنيهما بإعجاب كونه أحد سكانهما. ونوه أن بعض الجمل أو الصور غير اللائقة تسهم في نشر الفساد، مطالبا بضرورة تحسين أخلاقيات المسلمين عموما فضلا عن سكان مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، متطرقا إلى قصة له مع مدرب ألماني لفريق الوحدة حينما أوصاه والده باحترام المشاعر الإسلامية كون فريقه يقع في أطهر بقاع المسلمين. ونصح القاطنين في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وعموم المسلمين الحفاظ على الأخلاقيات ليكونوا قدوة لغيرهم، مبينا أن التقنية باتت إحدى الوسائل الدعوية التي ينبغي مراعاة جوانبها الإيجابية فضلا عن أنها وسيلة دعوية حسنة. الهوية الدينية من جانبها، تؤكد سيدة الأعمال ازدهار باتوبارة أن على أبناء المملكة الحفاظ على هويتهم الدينية، التي هي أغلى ما يملكون، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن ما انتشر في بعض المواقع من سباب وكلمات نابية وخصوصا من أبناء مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة لا بد أن تتوقف، وأن يزداد وعي المتلقين بأن المتقول لا يمثل هاتين المدينتين المحرمتين. وتطرقت إلى بعض المواقع الحسنة التي يحرص مرتادوها على جلب النافع والمفيد قائلة: لن يعيش الناس بخير إلا إذا تمسكوا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت). لا يمثلون عددا مدير ثانوية رضوى عبدالفتاح الرحالي، أوضح أن الجيل الحالي بات مهووسا بالتقنية حتى أصبحت مرتعا لكل من هب ودب، مبينا أن مطلق الألفاظ غير اللائقة لا يمثلون عددا كبيرا. وبين الرحالي، أن في شباب الأمة الخير والصلاح وخصوصا من أبناء مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ولا يقبلون التفريط في قيمهم التي رباهم عليها آباؤهم وأجدادهم والتي طالبهم الإسلام بها. وتطرق إلى عدة أمور تساهم في الحد مما لا يليق؛ مثل: نصح من عرف عنه ذلك، واستخدام ثقافة التهميش مع المتطاولين، وغض الطرف عن العبارات غير اللائقة حتى إذا شعر المرء أن مشاركاته لا تجد قبولا فسييأس، منوها بأن على جيلنا التفكير بصورة أكبر وجادة والتركيز على بناء مستقبلهم بما يخدمهم قدما. وطالب الرحالي عموم الطلبة مع بدء العام الدراسي الالتفات إلى التعليم وعدم التفريط بتضييع الأوقات كثيرا على التقنية الإلكترونية، أو وسائل الترفيه المختلفة، مضيفا: أرجو من أبنائنا بلوغ المجد، والتخلي عن ترهات الأمور، كسوء الألفاظ أو السباب غير اللائقة.