اختتمت أمس ندوة التطورات الحديثة للإدارة الرياضية في ظل الاحتراف الرياضي العالمي بجامعة الملك عبد العزيز، حيث رعى الندوة مدير الجامعة الدكتور أسامة بن صادق طيب بحضور ومشاركة العديد من الشخصيات الرياضية والإعلامية والأكاديمية. وأدار الجلسة الأولى علي داود الإعلامي الرياضي ورئيس نادي الوحدة، حيث استهلها الأمير عبد الله بن مساعد رئيس لجنة خصخصة الأندية بمحاضرة (الخصخصة في المجال الرياضي السعودي: آمال وتحديات)، وتحدث فيها عن معاناة القطاع الرياضي في المملكة من عدم وجود كفاءات متفرغة تساعد على تحسين أداء الإدارة الرياضية السعودية، وأكد على أن الخصخصة المرتقبة للأندية السعودية ستساعد على حل أمرين هامين هما توفير متفرغين وكفاءات محترفة في المجال الرياضي وخلق أو صناعة موارد مالية متعددة، مبينا أن مشروع الخصخصة الجاري إعداده يعتمد على الأنظمة الموجودة في العالم بما يتوافق مع طبيعة العمل الرياضي والاجتماعي بالمملكة، ويهدف إلى رفع مستوى 14 ناديا مستندا على ما هو معمول في أنظمة الدوري الإسباني والإنجليزي والأمريكي، ويتوقع الانتهاء منه وإعلانه خلال الأشهر الستة المقبلة وسيعمل على وضع آلية لتوزيع الدخل على الأندية في المملكة ويدعو إلى إنشاء شركة إنتاج معروضات الأندية للبيع وتسهيل بناء الأندية لاستادات رياضية على مستوى عالمي، بجانب إنشاء صندوق رياضي يتشكل من عائدات بيع الأندية لمساعدتها في بناء هذه الاستادات، مؤكدا على أن الأندية لن تكون شركات تطرح في سوق الأسهم، داعيا إلى ضرورة وضع حد أعلى وأدنى لقيمة معروضات الأندية ومقراتها المراد بيعها في السوق بناء على مكانة كل ناد وسمعته وجماهيريته، مشيرا إلى أن المنشآت الحالية غير صالحة للخصخصة، فيما النقل التلفزيوني الحالي مدمر للدوري، مبينا أن مرحلة أعضاء الشرف انتهت ولابد من الخصخصة. فيما كانت محاضرة محمد النويصر مدير عام رابطة دوري المحترفين بعنوان (دوري المحترفين السعودي: آفاق وتطلعات للمستقبل) وتساءل بداية هل من الممكن إقامة دورينا مثل الدوري الإيطالي أو الإسباني أو الإنجليزي؟، معلنا عن صدور أول رخصة لنادي سعودي خلال الأسبوع المقبل، وأوضح أن العمل جار على إصدار تذاكر إلكترونية قريباً وبإمكان الجماهير حجز مقاعدها في الملاعب، وأكد على أن الرابطة انتهت من تسجيل لاعبي الأندية وتصويرهم واعتماد التنظيمات الإعلامية وأنشأت عددا من المراكز الإعلامية المتخصصة وقاعات المؤتمرات الصحفية في ملاعب المملكة، وأصدرت مجلة متخصصة عن الدوري السعودي تصدر دوريا، كما عملت الرابطة على تطوير بيئة الملاعب وقدمت خطة لتفعيل برامجها وأنشطتها في المسؤولية الاجتماعية. واختتم الدكتور حافظ المدلج الجلسة الأولى بمحاضرته (الاستثمار في الأندية الرياضية السعودية)، حيث عرض أمثلة متعددة عن الاستثمار في الأندية العالمية مقارنة بالوضع القائم في المملكة، وأكد على أن الأندية العالمية توقع عقودا استثمارية طويلة لضمان الاستثمار المالي طويل الأمد وبالتالي ضمان استقرارها، كما أنها توقع عقودا لتخفيف أعبائها من أدوات وأجهزة ومعدات مع شركات متخصصة تتولى توريد هذه الاحتياجات بمقابل امتيازات الرعاية، داعيا إلى الاستفادة من التجارب الآسيوية والتجربة القطرية ونادي الجزيرة الإماراتي. في الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور أمين ساعاتي، قدم الدكتور عبد اللطيف بخاري محاضرته في قانون وأخلاقيات الرياضة وعرض نتائج دراسة واقع الشباب والرياضة في العالم الإسلامي، موضحا أن جميع المؤسسات الرياضية تعتمد على 3 محاور هي الموارد البشرية والموارد المالية والإدارة التشغيلية والقانونية، داعيا إلى ضرورة توفر مهارات النجاح في القائد الرياضي الناجح. بينما قدم الدكتور ملفي الدوسري محاضرته بعنوان (الإدارة الرياضية والبحث العلمي: قضايا وتحديات)، حيث طالب بضرورة النهوض بالمؤسسات الرياضية والحاجة إلى تكثيف البحث العلمي في الإدارة الرياضية الذي يبلغ حجم الصرف العالمي عليه ما يقارب 6 مليارات دولار، وتأتي في مقدمة الدول الأكثر صرفا في هذا الجانب أمريكا ثم الصين واليابان. وقدم الدكتور عبد الإله ساعاتي عميد كلية الأعمال بجامعة الملك عبد العزيز محاضرته بعنوان (الأمن الرياضي: أمن الملاعب والأحداث الرياضية)، حيث تحدث عن قضية الأمن التي تقلق القيادات في كل المجالات ومنها الرياضة، وبين أن أكثر من 1.520 فردا توفى بفعل شغب الملاعب في السنوات البسيطة الأخيرة، موضحا أن هناك اهتماما عالميا بقضية أمن الملاعب وأن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا اتخذ إجراءات صارمة للقضاء على كوارث الملاعب الرياضية، بإنشاء المركز الدولي للأمن الرياضي في الدوحة بدولة قطر الشقيقة وهو مظلة دولية لتقديم الأبحاث والتدريب في مجال الأمن الرياضي التي تصرف من أجلها مئات الملايين من الدولارات. واختتمت الجلسة بمحاضرتين الأولى للدكتور سيف الإسلام بن جمعة بعنوان (الاحتراف الرياضي: نظرة عالمية حول أكاديميات كرة القدم)، والثانية للدكتور عدنان الخصاونة بعنوان (تجربة الماجستير في جامعة المؤسس في إعداد قادة التغيير لمجتمع رياضي منتج ومتقدم).