عندما توظف وزارة العمل ربع مليون مواطن سعودي نعم ربع مليون في عام فهي وزارة تحتاج منا جميعا أن نقف لها تقديرا وإجلالا وأن نرفع العقال لوزيرها احتراما وإكبارا.. أحبتي إن هذا العدد ليس لعبة في لغة الأرقام والإحصائيات يعني بالعامية (ماهو بلعب) ! وبالتالي أصبح لزاما علي أن أقبل رأس الوزير. ففي خبر جميل وفي ليلة قدرية، ليلة 27 رمضان، نزل علينا خبر مبشر في إحدى الصحف ومفرح، أثلج صدري فقد أهداه لنا معالي وزير العمل فاعتبرته عيدية الوزير. فقد أوضح معالي المهندس عادل فقيه وزير العمل أن عدد المواطنين والمواطنات الذين تم توظيفهم في العام الماضي قارب الربع مليون موظف وموظفة، مبينا أن هذا العدد يساوي إجمالي ما تم توظيفه في السنوات الخمس التي سبقت نظام نطاقات، كذلك تم توظيف 50 ألف مواطنة سعودية خلال أقل من عام، وهذا العدد يزيد 19 مرة على ما تم توظيفه في المعدل السنوي في السنوات الخمس السابقة، وهذه كلها دلائل على أن نظام نطاقات بدأ يعطي ثماره. إن لغة الأرقام هي أفضل اللغات وأصدقها حيث توضح لنا الكثير وتختصر علينا شرح ما نعجز عن تبيانه أو تبيان الكثير منه، إلا أنها قد تخدع البعض حينما تستخدم للتضليل أو للبهرجة والفرقعات الإعلامية، وبالتالي يجب علينا أن نكون حريصين في استقبالها وتحليلها وفهمها.. فالحذر مطلوب والرحمة مطلوبة بنا، فيجب أن تكون الأرقام الإحصائية وافية وتفصيلية وواضحة بالمسميات والمستويات الوظيفية وبالقطاعات لتكون مقنعة قابلة للتحليل والاستفادة وتصب في التخطيط. أنا قد أكون مقتنعا أنه بالفعل تم تسجيل 250 ألف مواطن في السجلات الرسمية للوزارة أو لدى التأمينات الاجتماعية ولكن لدي تساؤلات مشروعة وإن كانت هذه الأرقام للتوظيف حقيقية فهل تعكس واقع التوظيف، أم أنها فقاعة إعلامية ونتيجة مؤقتة لبرنامج حافز أو غيره وبعد (3) أشهر تخرج هذه الأرقام من التوظيف ومن السجلات الرسمية لتضاف أو تعود إلى أرقام البطالة «وكأنك يا أبو زيد ما غزيت» .. وهنا تحذير من أن البعض قد يقوم باستراتيجية الالتفاف على وزارة العمل بالتوظيف الوهمي أو المؤقت للخروج من مأزق نطاقات!، أنا لا أرغب أن أتكلم عن نطاقات أو إشارات المرور كما يحلو للبعض تسميتها ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، فهو برنامج ظاهره الرحمة وباطنه غير ذلك، فالشركات توظف لتنتقل من طبقة لأخرى للحصول على امتيازات مصاحبة لهذه الترقية وبعدها مع الباب، اللهم سلم!، «فلم نسلم ولم تسلم الغنم» مع بعض التحريف للمثل لايموت الذيب ولا تفنى الغنم!. التوظيف «السعودة» في القطاع الخاص ليس مشكلة وليدة اللحظة وحلها لا يجب أن يكون في يوم وليلة فنحن بحاجة إلى خطة واقعية طويلة الأجل ذات أهداف استراتيجية واضحة ومؤشرات دقيقة لقياسها وكذلك خطة قصيرة وسريعة وفق واقع الحال المرير الذي نعيشه ونشاهده يوميا. قطاع الشركات الكبيرة له طريقة في التعامل والشركات الصغيرة لها أسلوب ومنهج. ولكن إن كنا صادقين في السعودة فأنا أعلنها بكل صراحة وتجرد إن السعودة يجب أن تكون في الوظائف القيادية العليا وكذلك تكون في إدارة الموارد البشرية فهما أساس التوظيف وهما المسار الذي يمر من خلاله قطار السعودة في القطاع الخاص، فالقائمون على هذه المهام هم من أشد الناس حرصا على تطبيق السعودة وهم يعرفون تمام المعرفة المتوفر حقيقيا من وظائف شاغرة وكيفية تنفيذ إرادة قيادة الوطن في مشروع السعودة. أما أن توكل للشركات إدخال سجلات لوظائف وهمية للزيادة من أرباحهم والحصول على امتيازات معينة كالاستقدام فإنه يفاقم المشكلة ويرفع من معدل البطالة الحقيقية. إن التوظيف ليس هم وزارة بل هم وطن يشترك في تحقيقه الشركات الوطنية ذات الغيرة على أبناء هذا الوطن. إن ما تحقق للشركات من أرباح فلكية نتيجة تنفيذها أو اشتراكها في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية مستفيدة من الطفرة الحالية والماضية ليوجب عليها أن تقوم بدورها في توظيف أبناء هذا الوطن توظيفا يرفع من قدراتهم ومهارتهم ويعزز ملكاتهم الفكرية والشخصية لتنمية الوطن وترسيخ مفهوم المواطنة الحقيقية التي تمنح الخير ليكون في بلد الخير، وإني أربأ بتجارنا الأعزاء أن يكونوا كالنخلة العوجاء تزرع في أرضنا وتسقى من مائنا لتطرح ثمارها في أرض أخرى، فالوطن أحق بخيره.. ودمتم بخير. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة