الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين مهمة جدا في التقارب المذهبي بين الشعوب الإسلامية، فالتنوع الثقافي والديني أكبر من أن تتفرد به طائفة عن طائفة أخرى، كما أن الصراع المذهبي يمكن له أن ينهك جسد الأمة ويشغلها عن ما هو أهم في مسيرتها الحضارية. المتحاورون من الأطراف المذهبية والطائفية أمامهم مهمة كبرى وليست سهلة على الإطلاق لأنهم سيواجهون أكثر من طرف، الأول: أبناء الطائفة نفسهم الذين لا يعترفون بالطوائف الأخرى، والثاني: أبناء الطائفة المخالفة الذي لا يعترفون بمخالفيهم من طائفة المحاور، والثالث: هو في زاوية الحوار التي يمكن أن يدخل فيها المتحاورون ما بين أصول المذهب وفروعه، الرابع: امتداد الذهنية المذهبية في الواقع الاجتماعي الطائفي بامتياز وتأثيرها التاريخي بالواقع اليومي المعاش. والخامس في ذهنية المحاورين ما بين محاور منغلق أو آخر منفتح ومدى قابلية النقد المذهبي المتبادل. برأيي إن الحوار المذهبي لن يكون مفيدا إذا ما كانت الذهنية المحاورة دعوية أكثر منها نقدية للذات الطائفية قبل نقد الآخر الطائفي، أو أن يكون التحاور متجاوزا للتاريخ التجاوز الذي يعني ترك الإشكاليات المذهبية ذات الذهنية التصارعية فالتعايش ربما يكون أكثر فائدة من التحاور النقدي. ليس من السهولة أن يقتنع أبناء مذهب بمذهب آخر إنما من السهولة بمكان تجاوز التاريخ والتعايش الحياتي الطبيعي بعيدا عن إشكاليات السياسة من خلال تأصيل مفهوم المواطنة. الحوار من غير فكرة التعايش يبقي على حالة الصراع أكثر مما ينهيها، في حين يبقى التعايش على حالة الفكرية لكل مذهب مع تجاوز الإشكاليات، ولذلك لا بد من تلازم الحوار والتعايش. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 402 مسافة ثم الرسالة