بعد أن لاحظ المبتعث عبدالرحمن حريري طالب الدكتوراة في جودة التعليم العالي بجامعة واريك البريطانية حاجة المحتوى العربي لموقع يخدم الباحثين ويقدم لهم كل ما هو مفيد باللغة العربية، أنشأ قبل ثلاث سنوات مدونة للبحث العلمي تحتوي على أساسيات يحتاجها الباحثون لإنجاز بحوثهم على أسس ناجحة. وأوضح الحريري أن المدونة تهدف لنشر ثقافة البحث العلمي وتهيئة ومساعدة الباحثين، خصوصا المبتدئين منهم (المبتعثون وغيرهم) على القيام بالبحث العلمي وفق الأسس العلمية الصحيحة وباستخدام أحدث التقنيات والأدوات. فيما اشتملت المدونة على قسم للتعليم وتطوير للتعليم، بحيث يتم من خلاله طرح المواضيع ومشاركة المصادر والأدوات التي من الممكن أن تساهم في تحسين و تطوير التعليم. وقال إن ما يزيد على 117 ألف زائر ينتمون لأكثر من 15دولة حول العالم قد قرأوا مختلف المواضيع في المدونة وتجاوز عدد متابعي صفحة البحث العلمي على الفيس بوك 24 ألف متابع، منهم باحثون ومتخذو قرار وطلاب ومبتعثون. وعن المشاريع المستقبلية للمدونة، أشار إلى مشروع لنشر ثقافة البحث العلمي وتعريف العامة بأهميته، والدور الذي يلعبه في تطور الأمم، وقد انتهى مؤخرا من العمل على مشروع عبارة عن عرض مفتوح عن البحث العلمي للباحثين المبتدئين بما يزيد على 100 شريحة ومجموعة من الفيديوهات المختلفة. ولإيمانه بأهمية التوسع والعمل الجماعي وتكاتف الجهود، تواصل الحريري مع مجموعة من المتطوعين المهتمين للمشاركة في الموقع حيث انضم لفريق المدونة كاتبان ساهما بمقالين، فيما هو يتطلع لانضمام المزيد من المهتمين إلى فريق الكتاب حتى يتفرغ بشكل أكبر للتطوير والتوسع في المدونة واستحداث أقسام وخدمات جديدة بما يخدم أهدافها ويساهم في نشر ثقافة البحث العلمي. وأضاف الحريري أن العديد من الطلبة استفادوا من المدونة خصوصا طلبة الدكتوراة ومنهم الطالبة ألفت مرزا التي سبق لها التعامل مع الموقع والاطلاع عليه فاستفادت منه فيما يتعلق ببحثها خصوصا عند بدايتها لتكون صورة مبدئية عن كيفية جمع المعلومات فيما يخص الفصول الأولى للرسالة عن طريق مشاهدة الفيديوهات المتعلقة بهذا الموضوع في المدونة. وكذلك عبدالرحمن البلادي طالب الدكتوراة في جامعة ساوثهامتون والمتخصص في الإدارة التربوية الذي ذكر أنه استفاد كغيره من المدونة في فهم الفرق بين البحث الاستقرائي والاستنباطي وكيفية استخدام الاختبارات الإحصائية المتقدمة واستخدام بعض البرامج المساعدة للباحث كالفهرسة. ولم تقتصر الإفادة من المدونة على طلاب الدكتوراة بل أفاد منها باحثون كالدكتور طلال المغربي مؤسس ومدير عام الأكاديمية الدولية للتدريب والتطوير الذي يرى أن مدونة البحث العلمي تعتبر من أهم المراجع العلمية في الوطن العربي، وأن ما تحتويه ليس نقلا لمقالات أخرى بل هو تبسيط لأهم المراجع والأدوات الهامة بعد ترجمتها للعربية مع المصطلحات العلمية وتوضيحها من خلال التصوير المرئي، كما تتيح المدونة للمميزين من الباحثين (أكاديميين، ومهتمين، وباحثين) تقديم خبراتهم وتجاربهم في البحث العلمي من خلال تقديم صفحة خاصة لكل مختص ليشارك بها الباحثين حول العالم.