بسم الله الرحمن الرحيم.. «وإن تعدواْ نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم. والله يعلم ما تسرون وما تعلنون» الحمد لله على هذه النعم وعلى نعمة الإسلام والسلام، والشكر لله أن شرف خادم الحرمين الشريفين بنعمة خدمة الإسلام والمسلمين، ومكنه من حمل الرسالة وتأدية الأمانة، ودعوته الصادقة لوجه الله تعالى، ولحاجة أمة الإسلام أن تجتمع قياداتها في رحاب مكةالمكرمة أطهر بقاع الأرض، وفي ذلك الشهر الفضيل، وتلك الليالي المباركة، عسى أن يكتب ويقدر لها أن تجمع كلمتها وتوحد صفها وتنبذ الخلاف والتعصب والتحزب. وأن يوفقها لما فيه الخير للإسلام والمسلمين. ألهم المولى رجلا صالحا، وحاكما عادلا، وملكا إنسانا أن يوجه بتوفيق الرب وتسخيره دعوة إلى ملوك ورؤساء أمة الإسلام والمسلمين ممثلين لربع البشرية على هذه البسيطة ليتحاوروا في مصير الأمة التي بليت بنفسها قبل أعدائها. وبأمراض مست عقيدتها ومقاصد شريعتها، ودعا يحفظه الله لفهم أمور الأمة وأسباب ما حصل لها من ضعف وتفرق انعكس على تماسكها ووحدتها، وأنها تعيش حالة من الفتنة والتفرق مذكرا بقول الحق «الفتنة أشد من القتل» مؤكدا أن الحل يكمن في التضامن، والتسامح، والاعتدال، والوقوف صفا واحدا لمن يحاول المساس بديننا ووحدتنا. لأن الأمة يجب أن تحفظ تاريخها وكرامتها وعزتها في هذا الزمن الذي لا يعترف إلا بالأقوياء. وأكد أعزه الله أن قوتنا تكمن في العدل لنهزم به الظلم، والوسطية لنقهر بها الغلو، وهذا ما ينبذ الفرقة ويحفظ الوحدة ويمكن أمة الإسلام من القوة والعزة بإذنه تعالى. لقد استصرخ داعيا ضمير أمته ممثلا في قياداتها الحاضرة مستحلفا إياهم بالله جل جلاله أن يكونوا على قدر المسؤولية جديرين بحملها، وناصرين للحق كما قال تعالى: «إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم». واختتم دعوته بتطبيق عملي للمسؤولية وبجدارة لنصرة الحق في مقترح مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية. فبعد سبع سنوات من قمة مكة في عام 2005م حين جمع قيادات العالم الإسلامي حاملا رسالتهم في الحوار وقبول الآخر إلى العالم، وجمع بها ممثلي أتباع الديانات في مدريد ثم حملها إلى الأممالمتحدة، نراه يعود مختتما مسيرة أمر بها وحملها وتحملها ليؤسس بصدق وإخلاص أساسا يدوم ويبقى ويعيد نهضة الأمة بقبولها للتغيير بدءا بنفسها «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».. هذا ما من الله به علينا كسعوديين وعرب ومسلمين بعبدالله بن عبدالعزيز قويا أمينا صادقا ومحققا بدعواته رسالة هذا الدين العظيم وهذه الأمة الكريمة. فعسى أن تحقق شعوب الأمة ما يتطلع إليه هذا الإنسان القائد، فقد أدى أمانته تجاه ربه وأمته. فالله سبحانه وتعالى يغفر الكثير ويجازي على اليسير. (*) وزير التربية والتعليم.