استغل سكان منطقتي التبانة وجبل محسن في طرابلس بشمال لبنان عودة الهدوء الى المدينة أمس لتفقد منازلهم بعد أربعة أيام من اشتباكات أسفرت عن مقتل 13 شخصا وإصابة أكثر من مائة بجروح. وتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى طرابلس حيث ترأس اجتماعا أمنيا بحضور وزيري الدفاع والداخلية فايز غصن ومروان شربل وفاعليات في المدينة لتثبيت وقف اطلاق النار. ونشرت قوات من الجيش معززة بالدبابات في الشوارع صباح أمس لتهدئة الأوضاع فيما انحسرت الاشتباكات في أغلب الأحياء على خلفية هدنة توصل اليها زعماء سياسيون محليون في المدينة أمس الأول. لكن اشتباكات متقطعة وقعت أمس وأدت الى مقتل شخص واصابة تسعة آخرين. وقال وليد الزعبي (52 عاما) الذي يقيم في شارع سورية الفاصل بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن إن عائلته خرجت من المنزل قبل اربعة ايام وهي في منزل شقيقته في طرابلس، مضيفا انه عاد لكي يتفقد المنزل من الاضرار التي لحقت به. واشار الى آثار طلقات الرصاص التي حطمت النوافذ واتلفت بعضا من الاثاث. واكد أن عائلته لن تعود الى المنزل خلال الايام القليلة المقبلة رغم انتشار الجيش، لأن الوضع لا يطمئن. واصيبت عدة مبان ومحلات تجارية في شارع سورية بأضرار بالغة فيما انتشرت النفايات بشكل كثيف في الشوارع الخلفية لجهة التبانة وجبل محسن. و أجمعت الفعاليات السياسية على هشاشة الهدنة في طرابلس والخروقات التي لحقت بها وربطها بما يحدث في سورية. وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال الجراح إنه «من مسؤولية الحكومة أن تغطي الأجهزة الأمنية لكي تقوم بدورها»، معتبرا أن «هذه الحكومة تعرف أن الأمر السوري صدر بتفجير طرابلس ومحيط طرابلس، ومسؤوليتها أن توقف هذا الانهيار وهذا الخرق». وفي ذات السياق اعتبر النائب أحمد فتفت ان الهدنة ستبقى هشة بانتظار ان يعطي صاحب الأمر (النظام السوري) أمره للحزب العربي الديمقراطي بأن يوقف جر المدينة إلى الحرب.