عبدالله الذبياني (مكةالمكرمة)، علي بدير (تبوك)، سامي المغامسي (المدينةالمنورة) تستعد المدارس لفتح أبوابها في الرابع عشر من شوال الحالي لاستقبال أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، بينهم ما يقارب 400 ألف من الطلاب الجدد. وأكد مسؤولون في وزارة التربية والتعليم أنهم يبذلون جهودا حثيثة من أجل استكمال استعدادات بدء السنة الدراسية الجديدة مع حلول الموعد لبداية العام الدراسي الجديد، مشيرين إلى أنه تم توجيه 5307 مرشحين من المعلمين إلى كافة إدارات التربية والتعليم لإجراء المقابلات الشخصية والفحص الطبي بدءا من السبت المقبل ومباشرتهم أعمالهم مع عودة الطلاب إلى المدارس السبت بعد المقبل. وقال نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ: إن استعدادات الوزارة خلال العطلة تضمنت ترميم وصيانة وإصلاح العديد من المدارس وتجهيزها بالمتطلبات الضرورية للدراسة. مضيفا: أعيد تأهيل عدد من المدارس وتسهيل كل العوائق أمام المقاولين من أجل مسارعة الوقت لكي تكون جاهزة مع مطلع العام الحالي، إلى جانب توفير المناهج التعليمية التي وصلت إلى جميع المدارس منذ وقت مبكر، يبلغ عددها أكثر من 33 ألف مدرسة لكافة المراحل. ومن جانبه أوضح مدير التربية والتعليم في محافظة الليث محمد بن مهدي الحارثي أن جميع المدارس مع بدء كل عام دراسي تضع برامج عمل تحدد فيها خططها الخاصة للنهوض بالمستوى التعليمي لطلبتها وسبل التغلب على بعض المشكلات التي قد تعترض تحقيق هذا الهدف، مضيفا: تمت تهيئة المدارس من جميع الجوانب لاستقبال الطلبة. وفي منطقة المدينةالمنورة أكد مدير عام التربية والتعليم المكلف، خالد بن عبدالعزيز الوسيدي، اكتمال جميع الاستعدادات لاستقبال الطلاب والطالبات للعام الدراسي المقبل. وبين أنه تم التأكيد على جميع مكاتب التربية والتعليم داخل المدينة وخارجها في محافظات بدر، الحناكية، خيبر ووادي الفرع، على أهمية تضافر الجهود بمشاركة جميع الإدارات المعنية، مع متابعة ما تم اتخاذه من توصيات تتعلق بالإعداد والجاهزية لبداية العام، مشيرا إلى أن تعليم المدينةالمنورة حصل على المركز الأول على مستوى المملكة في إكمال أعمال الاختبارات والنتائج، مؤكدا أهمية الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية لإدارة الاختبارات والقبول بقطاعي البنين والبنات، وكذلك الاستمرار في إنجاز وإكمال قبول طلاب وطالبات في رياض الأطفال بالمنطقة، وإلحاقهم بمدارس التعليم العام. وأضاف: جرى في اجتماع عقد سابقا الاطلاع على إحصائية وصول المقررات الدراسية للمدارس عن طريق برنامج (فارس) وقرار الاستفادة من الكتب القديمة والأقراص المدمجة في حل مشكلة تأخر المقررات الدراسية وقرار التنسيق ما بين الشؤون التعليمية (إدارة الإشراف التربوي) وإدارة الخدمات المساندة للإشعار عن أي جزء يخل بالميدان (صيانة المباني - الترميم - التأهيل) ومناقشة التقرير المختصر المقدم من منسقة برنامج الاستعداد للعام الدراسي. من جهة أخرى وجهت الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة ممثلة في إدارة شؤون الموظفين ومكاتب التربية والتعليم الداخلية والخارجية والتابعة لإدارة التربية والتعليم بالمنطقة، باستقبال المعلمين المنقولين إلى المدينة بما فيهم المعينون بالأمر الملكي الكريم والبالغ عددهم 1471 معلما وإنهاء كافة إجراءات نقلهم ومتابعة آلية مباشرتهم في مدارسهم الجديدة. وبين مدير إدارة شؤون الموظفين، عبدالله العنزي، أن هذا الإجراء يأتي توحيدا للجهود وتسهيلا على المعلمين المنقولين وإعطاء مكاتب التربية والتعليم الداخلية والخارجية صلاحيات أكبر فيما يتعلق باستكمال بيانات النقل وتوجيه المعلمين المشمولين بالنقل وفق آلية منتظمة. إلى ذلك شددت إدارة التربية والتعليم بالمنطقة على جميع المعلمين المنقولين المباشرة في مدارسهم مع بداية العام الدراسي في السابع من شوال الجاري. وعن مدى صحة التأثير السلبي للإجازات على التحصيل الدراسي قال الدكتور يحيى محمد العطوي مدير الإرشاد الطلابي بتعليم تبوك: «هذه الإجازات لها تأثير سلبي، خاصة أن إجازاتنا طويلة جدا، فنحن لدينا إجازات رسمية وإجازات دينية، ولا شك أن طول فترة الإجازات من شأنه أن يقلص القدر المطلوب من التحصيل العلمي للطلاب، وبالتالي لا يحصلون على القدر الكافي من التعليم، مقارنة مع زملائهم في الدول الأخرى، أضف لذلك، أننا دائما في آخر أسبوع من الدراسة وأول أسبوع من بدء الدراسة لا نستفيد بتاتا من هذه الفترة، إذ يردد المعلمون والمعلمات على طلابهم أنه لم يعد لديهم شيء ليقدموه لهم، الأمر الذي يدفع الطلاب للتغيب، ولا أقول إن ذلك هو السبب الرئيس لتأخرنا الدراسي، وإنما أحد العوامل المهمة في التأثير». وفي السياق نفسه يقول الدكتور عمر أبو هاشم مساعد مدير عام التعليم للشؤون المدرسية بمنطقة تبوك «إن تقسيمة العمل الدراسي ليست مناسبة بشكل كبير جدا، خاصة أننا في المنطقة نشهد تقلبات مناخية من شأنها أن تؤثر علينا، خصوصا عندما يدخل شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى ضمن فترة التحصيل الدراسي، حيث تكون الإجازات هنا متباعدة وطويلة، مما يوجد الملل لدى الطلاب، ولو كان شهر رمضان والعيدان ضمن إجازة الصيف حينها تكون روزنامة العام الدراسي مناسبة جدا، لأننا حينها سنضمن أن فترة التحصيل الدراسي والعلمي ستمتد إلى ثمانية أشهر تقريبا دون انقطاع، عدا الإجازة القصيرة التي تكون بين الفصلين الدراسيين، وهي إجازة مهمة جدا، لأنها تفصل بين مرحلتين منفصلتين من التعليم، وتكسب طرفي التعليم جوا من التجديد وإعادة تهيئة الفكر والتركيبة النفسية لمرحلة جديدة من التعليم». أما ماجد عبدالرحمن القعير مدير الإشراف التربوي بتعليم تبوك فقال «لا أظن أن للإجازات تأثيرا سلبيا على التحصيل الأكاديمي للطالب، إذ أن الإجازة هي فرصة جيدة للطالب للاسترخاء بعد عناء مشوار من الجد والعمل والاستذكار والسهر.. بل وقت يبتعد فيه عن الروتين اليومي من الاستيقاظ مبكرا والذهاب للمدرسة ثم العودة للمنزل.. والنوم في ساعة محددة وغير ذلك.. بل على العكس فإن الإجازة تجدد من نشاط الطالب وحيويته وتمنحه طاقة إضافية لمواصلة مشواره التعليمي، كما أنها فرصة للقاء الأهل والأقارب والأصدقاء». ويعتقد عبدالله صالح الحارثي مدير النشاط الطلابي بتعليم تبوك أن نظام الفصل الدراسي في المملكة وهو المطبق عالميا بأن يكون هناك فصلان دراسيان في العام هو أسلوب أكاديمي مناسب، وربما يؤخذ على الفصل الدراسي الثاني طوله وامتداده ويمتد إلى 18 أسبوعا، وثلاثة أسابيع لاختبارات الدور الثاني، وهذا يعتبر مرهقا لكل من الطالب الذي يدخل الدور الثاني وللعاملين في الميدان التربوي، حيث لا توجد سوى إجازة واحدة في منتصف هذا الفصل، ومن وجهة نظري لو تم تأخير الدور الثاني إلى الأسبوع ما قبل بدء الدراسة لأعطى الطالب وأسرته فرصة للاستمتاع بالإجازة بالإضافة إلى الاستذكار الجيد للمادة. ويرى سعد عايض الحارثي مدير الإعلام التربوي بتعليم تبوك بأن الإجازات الدراسية التي تشمل الفصل الدراسي أو السنة الدراسية، تقسم إلى فترات معينة، فترة راحة قصيرة تمتد من أسبوع إلى عشرة أيام، لأجل أن يرتاح فيها الطالب ويستعيد فيها نشاطه ويعود مرة أخرى، لكن المشكلة عندما تكون الإجازة طويلة، فكلما كانت كذلك في ظل الملهيات ووسائل الترفيه المتوافرة، أصبحت تأخذ الطالب من الجو التعليمي والدراسي ويجد صعوبة في الرجوع والتكيف مرة أخرى، المفروض أن يجدد نشاطه ويعود مرة أخرى للدراسة، ولكن للأسف أثناء الدراسة تجده مضيعا، ويزداد انشغاله بالملهيات ووسائل الترفيه واللعب. وتستعد المكتبات القرطاسية في تبوك لاستقبال زبائنها من الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات بعد غياب زاد عن 60 يوما مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد. وأبدت هذه المكتبات استعدادها التام وسط مخاوف من قبل الزبائن بالمبالغة بأسعار السلع المكتبية واستغلال الموسم الدراسي. وقد دخلت محلات (أبو ريالين) منافسا قويا للمكتبات المدرسية، حيث شهدت هذه المحلات ازدحاما كبيرا، وذلك مع قرب إطلاق العام الدراسي الجديد، حيث وفرت محلات (أبو ريالين) جميع المستلزمات المدرسية الموجودة في المكتبات التي يحتاجها الطلاب والطالبات، خصوصا أن عددا كبيرا من أولياء الأمور يفضلون شراء مستلزمات أبنائهم من هذه المحلات لرخص أسعارها عكس المكتبات التي يقول عنها بعض أولياء الأمور أنها تبالغ في الأسعار. أبو محمد صاحب مكتبة يقول «إن الأدوات المكتبية تختلف جودتها عن محلات أبو ريالين، حيث إن المتوفر في هذه المحلات هو من النوع المقلد والرديء»، مؤكدا أن مكتبته استعدت لاستقبال الزبائن دون رفع للأسعار أو استغلال الموسم. وبين أبو خالد أحد المتسوقين أن هذه المحلات يتوفر فيها جميع ما يحتاجه أبناؤهم من حقائب مدرسية ودفاتر وجميع المستلزمات المدرسية ذات جودة عالية كالمتوفرة في المكتبات. وبين صاحب محلات (أبو ريالين) أنهم وفروا جميع مستلزمات الطلاب المكتبية منذ وقت مبكر، نافيا كل ما يتردد بأن هذه المستلزمات مغشوشة أو رديئة.