الاهتمام بالمظهر الخارجي صفة جمالية لازمت حواء منذ القدم حيث كانت امرأة بسيطة تتزين بأبسط ما تيسر لها من أدوات الزينة والجمال، التي تعدا تطورها حدود تطلعاتها الجمالية التي كانت تطمح إليها في زمنها البسيط، لتتلقاها حواء اليوم التي تغدق الغالي والنفيس لتكون الأميز بينهن. أكثرها تداولا بين المشاهير ذكر سعيد علي موظف يعمل بمجال التجميل والعطور والاكسسوارات منذ أكثر من 40 عاما أن السيدة في الماضي كانت تنحصر زينتها في زجاجة عطر واحدة وكحل وقلم أحمر شفاه تشتريها في العيد لتتجمل بها في جميع مناسبات السنة لزوجها وللسيدات من حولها، وكانت كل هذه المشتريات لا تتعدى «50» ريال، حيث كانت البضائع آن ذاك محدودة وغير متنوعة تقتصر على عدد بسيط من الروائح العطرية، وألوان أحمر الشفاه التي تنحصر بين «الأحمر والبني» ونوعين لكحل العيون تستخدمها جميع السيدات بدون تميز أو اختلاف بينهن في الشكل. أما الآن تطورت أدوات الزينة التي تستخدمها المرأة عما كانت عليه في الماضي وتنوعت المنتجات وكثرت الماركات وأصبحت الشركات المتخصصة في التجميل تتنافس بطرح منتجاتها بحسب فصول السنة، وما تقتضيه من استخدام مختلف من حيث ألوان مساحيق التجميل ونوعية العطور والاكسسوارات التي تميز كل فصل عن سواه، الأمر الذي تركض خلفه الكثير من النساء ليتميزن عن بعضهن البعض متبعات أكثر الماركات الأوروبية وأبهضها ثمنا وأكثرها انتشارا وتداولا بين المشاهير معتمدين على ما تنشره وسائل الإعلام المختلفة من مسميات وصور للمشاهير من أجل الترويج لمنتجاتهم بغض النظر عن ما إذا كانت مناسبة أو غير مناسبة. وقال سعيد: إن ربحنا في موسم العيد يفوق عشر أضعاف دخلنا باقي العام، فبعض التجار يرفع قيمة البضائع إلى ضعف ثمنها في هذا الموسم تحديدا. «لووك» مميز وعقبت منيرة صاحبة صالون تجميل نسائي أن موسم العيد موسم رزق لها وزميلاتها في المهنة فقد يتراوح دخل الواحدة منهن بين «30-80» ألف ريال، والمراكز الشهيرة تصل إلى «150» ألف ريال وأكثر حسب براعة كل واحدة منهن بعملها، بالإضافة إلى الطريقة المثلى في جذب الزبونات بالدعاية والتخفيضات، وإقناعهن بطلب عدد من الخدمات بدلا من خدمة واحدة. مع أن العديد من الفتيات وخصوصا طالبات المرحلة الجامعية وبعض الموظفات يأتين لطلب «لووك» مميز تنفرد به عن غيرها؛ لتكون ظاهرة هذا الموسم ويقلدنها الكثيرات بشكل الحواجب وطريقة الماكياج وقصة الشعر وصبغه بالألوان الغريبة والصاخبة من أجل «التميز في الشكل» تشتعل نيران المنافسة بينهن بمختلف مستوياتهن الاقتصادية وكلهن مستعدات لدفع أي مبلغ، ولو كان على حساب احتياجاتهن الأساسية. ماركات عالمية وأكد سمير جمال موظف في معرض لبيع أحد الماركات العالمية للملابس النسائية أن أصحاب هذه المحلات يحققون أرباحا عالية في موسم العيد أكثر من موسم الصيف الذي يشهرون فيه عن تخفيضاتهم السنوية التي تصل أحيانا إلى 70 % كما أن المنتجات الأجنبية الأكثر إقبالا بين السيدات في موسم العيد، وكثير من النساء يفضلن ارتداء ملابس من ماركات عالمية شهيرة، إما من أجل جودتها، أو شهرتها وانتشارها، أو للتميز؛ وهناك من تفضلها للتظاهر والمباهاة أمام الآخرين مهما بهض ثمنها. الغالي قيمته فيه وأبدت العديد من السيدات والفتيات ميلهن الشديد باستخدام أفضل المنتجات التجميلية والعطرية وارتداء أشهر الماركات العالمية التي تروج لها وسائل الإعلام المختلفة بقول «أن الغالي قيمته فيه» وأن المرأة يجب أن تكون لها إطلالتها الخاصة التي يميزها عن غيرها من النساء الأمر الذي تحققه بمتابعة كل جديد عن الموضة العالمية بمنتجاتها وماركاتها الكبرى التي تعتني بمظهر المرأة بجميع فصول السنة بمنحها إطلالة مميزة وجذابة في موسم العيد تحديدا.