لن ترتقي الأمم والحضارات إلا بالحوار والحوار فقط، هذا ما يجمع عليه كل من هم معنيون ومتخصصون في الثقافات، إذ أن الأفكار حقيقة هي نتاج حوار وجدل، فالفكرة الناتجة عن الحوار عادة ما تكون راسخة متينة البنيان ومنطقية في معظم الأحيان.. إنه الحوار القائم على التسامح وقبول الآخر.. وليس الإقصاء والتحريض وإثارة الفتنة.. هذه هي رسالة خادم الحرمين الشريفين في كل المناسبات الدولية.. فهل من يستمع..!؟ كان لا بد من هذه المقدمة للدخول في أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى حوار المذاهب.. إن دعوة الملك عبدالله إلى إقامة مركز للحوار بين المذاهب، يحمل أبعادا متنوعة منها ما هو ديني وسياسي واجتماعي، إذ أن الملك يدرك أن أصل الخلافات بين المسلمين هو الحوار وأن لا مكان للأمم المتنازعة، لذا جاءت فكرة تأسيس مركز للحوار كردة فعل تشخيصية واقعية على حال الدول الإسلامية. حقيقة لم تكن الدعوة إلى الحوار بين المذاهب جديدة على خادم الحرمين الشريفين، فقد سبقها «صيت» ذائع في كل دول العالم، إذ كانت البداية من إسبانيا حين رعى الملك مؤتمر مدريد العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات العالمية.. إن مسيرة الملك عبدالله مليئة بالإسهامات الفكرية المضيئة للإنسانية، ولعل دعواته المتواصلة للحوار الأكثر إضاءة في هذا العالم الذي يجنح للخصام.