يحتضن وقف الملك عبدالعزيز الوفود المشاركة في القمة من اللجان التحضرية واللجان التنظيمية، وأعدادا كبيرة من المعتمرين الذين اختاروا الإطلالة المتميزة على المسجد الحرام وساحاته. يقف مشروع وقف الملك عبدالعزيز اليوم كشاهد عيان على الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لمكةالمكرمة، فهو أكبر وأضخم وقف خيري في العالم الإسلامي، وهو المشروع الذي حول قلعة جبلية إلى مشروع حضاري ضخم ومعلم جديد على خارطة التنمية التي تعيشها البلاد. ساعة مكة تتسابق عقارب «ساعة مكة» وصولا إلى الزمن الفعلي لانطلاق القمة لتنقل إلى العالم التوقيت الاستثنائي الذي تآلفت فيه أفئدة زعماء العالم الإسلامي واجتمعت قلوبهم ليلة ال 27 من رمضان، لتسجل تاريخا شاهدا على اجتماع كلمة المسلمين، اعتبارا من كونها توقيتا عالميا ينطلق من أرض الوحي والرسالة من جوار البيت العتيق. وتزينت أكبر ساعة برج في العالم بقطع فسيفسائية، ووحدات ضوئية مغطاة بالألياف الكربونية المتطورة، مطلقة قوة ضوئية تملأ عنان سماء العاصمة المقدسة بحزم ضوئية ذات ألوان زاهية. في هذه المناسبة الإسلامية التي ترقبها كافة الشعوب الإسلامية تتباهى فيها ساعة مكة، وهي التي شهد رمضان الماضي ميلادها على ثرى مكة، شامخة تعانق السحاب بعد أن أطلق خادم الحرمين الشريفين عقاربها في العشر الأواخر، ويرتفع من مئذنتها صوت الحق مع كل أذان يصعد من جنبات المسجد الحرام، وتشخص أبصار الحجاج والعمّار والزوار لمشاهدة تصميمها الإسلامي الفريد. المشروع في سطور وتزيد مساحة وقف الملك عبدالعزيز عن 30 ألف متر مربع، ويقع في الجهة الشمالية الشرقية من الحرم المكي الشريف، والتي يحدها من الجهة الشمالية المسار المقترح للطريق الدائري الأول، ومن الجهة الشرقية جبل خندمة، ومن الجهة الغربية الساحات الشرقية للحرم، ومن الجهة الجنوبية جبل أبي قبيس. ويتكون مشروع الوقف الذي أنجزت كامل مراحله والمخصص ريعه لصالح الحرمين الشريفين، من مجموعة من الأبراج السكنية والوحدات الفندقية والمجمعات التجارية، ومواقف للسيارات. المعمار الإسلامي طبقاً لمختصين، فإن المشروع مشتمل على كافة الخدمات اللازمة والضرورية لخدمة مرتادي بيت الله الحرام، لتأمين سهولة حركة الدخول والخروج مباشرة إلى السوق التجاري وإلى الأبراج السكنية، وإيجاد مواقف للسيارات بأعداد كبيرة، حيث تمت دراسة الأنفاق القائمة ومناسيبها المختلفة والاستفادة منها لصالح المشروع، وإعادة تطويرها لخدمة المشروع بشكل أكثر فاعلية، وربط المواقف الجديدة مع الطرق والأنفاق باتجاهات واضحة ومميزة للدخول والخروج وذلك بعد إجراء التعديلات اللازمة بتلك الأنفاق. وروعي في المشروع؛ إبراز النواحي الجمالية، والمحافظة على البيئة والطابع المعماري للمنطقة المحيطة بعمل واجهات للمباني ذات طابع معماري إسلامي تقليدي يليق بأهمية وموقع المشروع بالقرب من الحرم، وباستخدام أجود أنواع التشطيبات والمواد اللازمة التي تظهر فخامة المشروع. ويضم الوقف كافة متطلبات الأمن والسلامة من الأنظمة الكهربائية؛ مثل تأمين الطاقة الكهربائية والمولدات الاحتياطية والإنارة، ونظام إنذار ومكافحة الحريق، ونظام المراقبة التليفزيونية، والأعمال الميكانيكية؛ مثل التكييف والتهوية والتمديدات الصحية والتغذية بالمياه.