ولد الشيخ عبدالفتاح محمود الشعشاعي في قرية شعشاع بمحافظة المنوفية عام 1890م، حفظ القرآن الكريم على يد والده في عشر سنوات فأتم حفظ القرآن الكريم في عام 1900م، وترسمت شخصيته وتأثرت، وهو أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكةالمكرمة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948. وبدأ في طلب العلم منذ الصغر فانتقل للإقامة في مدينة طنطا وهناك التحق بالمسجد الأحمدي وتعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية، ونظرا لتفوقه وتميزه بصوت عذب فقد نصحه المشايخ القائمون على تدريسه بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف حيث كبار العلماء والعلم الغزير. وعاد إلى قريته وبين جوانحه إصرار عنيد على العودة إلى القاهرة مرة أخرى ليشق طريقه في زحام العباقرة نحو القمة، وكان في القاهرة حشد هائل من عباقرة التلاوة، ودرس هناك القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع، وعندما بدأ رحلته إلى القاهرة كان أكثر المتفائلين يشك أن الشاب سينجح. وكون فرقة للتواشيح الدينية وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد الملحن العبقري والذي ذاع صيته فيما بعد، وسرعان ما بدأ يتألق ويلمع وأصبح له محبوه. ولكن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموحه، وفي ذات مساء قرأ وفي تلك الليلة ذاع صيته وأصبح له مكان ومعجبون وتلاميذ ومنهم الشيخ محمود علي البنا والشيخ أبو العينين الشعيشع وغيرهما. ومنذ سنة 1930 تفرغ لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح إلى غير رجعة ومع ذلك لم ينس رفاقه في الدرب، فقرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاتهم. وبعد افتتاح الإذاعة عام 1936 بدأ نجمه يتلألأ لكنه رفض التلاوة في الإذاعة في أول الأمر خشية من أن تكون التلاوة في الإذاعة من المحرمات ولكنه تراجع عن ذلك القرار بعد فتوى شيخ الأزهر الظواهري وكان يتقاضى راتبا سنويا قدره 500 جنيه مصري. وكان للشيخ عبدالفتاح الشعشاعي طريقة خاصة للأداء ومتميزة عن بقية القراء وكان يستمع إلى أصوات الشيخ رفعت وعلي محمود، حيث يصفهم بأنهم أساتذة وعمالقة لا يتكررون ووصف الشيخ رفعت بأنه مدرسة انتهت ولن تتكرر بوفاته. توفي الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي عام 1962 عن عمر يناهز 72 عاما، قضاها في خدمة القرآن الكريم.