في معادلة عكسية حقق مسلسل «عمر» الذي تعرضه شاشة MBC حاليا على شاشتها بالتزامن مع شريكها في الإنتاج تلفزيون دولة قطر مالا يمكن أن يكون مع غيره من الأعمال كما قلنا سابقا، إذ لم نر من الإعلان مانسبته تحقق ربحا إنتاجيا أو ما يعوض ميزانية الإنتاج، لأننا لم نكد نر من الإعلانات إلا «أنا زياد دلالة». في حلقة البارحة الأولى من المسلسل (الأحد 17) نشطت الأحداث وذهبت بعض الرتابة في السرد لسياق قصة عمر، حيث احتشدت الأحداث في السياق وقدم المخرج حاتم علي ماتناسب مع سخونة أحداث السياق العام للعمل، الأمر الي أجلى بعض الرتابة في حلقات سبقتها بعد حماسة العمل والمشاهد على حد سواء في الحلقات، تجلى ذلك في الأحداث المتعاقبة وأبرزها إسلام صناديد قريش بعد فتح مكة في مشهد تحطيم هند بنت عتبة لأصنامها وخضوع عظماء قريش وصناديدها عنوة ورضا للإسلام ولمحمد (عليه الصلاة والسلام)، ومشهد إسلام سهيل بن عمرو خطيب قريش ومفوهها عن طريق ابنيه سابقيه إلى الإسلام بعد أن أعطاه الله الأمان فجاءه مسلما، كذلك إسلام أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وسيف الله المسلول خالد بن الوليد و الوليد بن المغيرة، أيضا أصبح المسلسل في حلقة أمس الأول بالنسبة لنا (مشاهدي وأبناء جدة) أكثر طلاوة ونحن نرى الأحداث وهي تنتقل إلى جدة ومينائها في محاولة هرب البعض من خلال البحر. وحشي قاتل حمزة عانى بعد أن نال حريته للخلاص من مناداته بقاتل حمزة بعد أن طلب منه المصطفى (عليه الصلاة والسلام) أن يغادره إن استطاع ولكن بعد أن قبل إسلامه، ثم كان من الأحداث المفصلية في الحلقة انتقال المصطفى إلى الرفيق الأعلى وقبل ذلك مصادفة عدم تواجد أبي بكر ليصلي عمر (رضي الله عنهما) بالناس عند اشتداد المرض على الرسول (صلى الله عليه وسلم) ثم أمر الرسول بأن يصلي بالناس أبو بكر لتتضح معالم التراتبية التي كان يريدها (صلى الله عليه وسلم) في أمر تولية أمر المسلمين وهو الأمر الذي تجلى واضحا في مشهد «أبي بكر وعمر» في إصرار عمر على أبي بكر بتولي أمور المسلمين وحسم أمر الخلافة عند أول خلاف كاد يقع بين المهاجرين والأنصار في مكةالمكرمة بعد وفاة الرسول عندما قرر نفر من الأنصار تولية كبيرهم الصحابي الجليل سعد بن عبادة ليقف عمر في هذا المشهد فاصلا في أمر الخلافة فاروقا مفرقا بين الباطل الذي كان من الممكن أن يعصف بحال المسلمين في تلك اللحظة المفصلية وتقديم أبي بكر للخلافة كما كان هو الحال إيحاء من المصطفى (عليه الصلاة والسلام) في مشهد «صلاة عمر». الذي لوحظ في هذه الحلقة أنها استعراض فن اللغة ولغة الحوار من الدكتور وليد سيف (الذي بالمناسبة غادر جدة أمس الأول بعد أن قضى أياما فيها). كانت الحلقة في المجمل من أجمل الحلقات أداء وأغناها محاورا من سيرة عمر (رضي الله عنه) والمرحلة بشكل عام.