تدهشك الأسئلة عن أفضل المسلسلات الرمضانية التي تتابعها؟ وعن أقوى المسلسلات الكوميدية؟ وكأننا طوال السنة نقبع في انتظار لمسلسلات لاتعرض إلا في هذا الشهر الكريم، تتخيل أن حرب المسلسلات تلك مقصودة في رمضان وقد ترجلت كل قناة لتصبح هي من تملك السبق في هذا الرهان الخاسر. لماذا كان رمضان بالذات؟ هذا السؤال الذي يصدمك في كل عام، وكأننا طوال السنة نعيش في قحط مسلسلات كوميدية أو درامية أو حتى تاريخية فلا نشفي غليلنا إلا في شهر كريم وزائر طالما اشتقنا له، لتغتسل أرواحنا طهرا، فإذا بنا ندخل جحيم تلك المسلسلات، سيقول أحدهم ولماذا لاتديرين جهاز التلفاز إلى الحائط ! ستكون الفكرة رائعة وسهلة لو كانت المسألة فردية، ولكنها حقيقة كارثة ألا يكن القائمون على تلك القنوات أي احترام أو خصوصية لمشاعر مليار مسلم، فإذا بهم يشغلون الوقت بالهزل من القول، حتى بدون أي فائدة تعود على العقول، كل ماهنالك تقليد وسخرية من بعضنا البعض، حتى إن بعض البرامج الهادفة والشخصيات الفاضلة تناولتها تلك المسلسلات بالهابط من القول فلماذا كان ذلك كله؟! و عندما كثر الحديث على مسلسل «عمر» كان الأجمل بالقائمين على المسلسل أن يتركوا الخيال يعمل في تصور ورسم ملامح تلك الشخصية بدل من تجسيدها وحصر العقول في شخصية ممثل لم يرق أبدا لعظمة الخيال الجامح في تصور شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومع أن فكرة عرض تاريخنا سينمائيا أو تلفزيونيا فكرة جميلة، إلا أن النية الحسنة إذا افترضناها أتت بغير ثمارها هذه المرة، والأصعب أن نشتغل بالاتهامات بين بعضنا البعض في رمضان أيضا!! أتذكر أنه وصلني قبل فترة قصة عن منع بيع المشروبات الروحية في ولاية أمريكية ليلة الكريسماس، ليس تحريما وإنما احتراما لمناسبة ميلاد المسيح، أفلا يليق بنا نحن المسلمين على الأقل أن نحترم خصوصية شهرنا الكريم!