أفردت ندوة البركة المصرفية الثالثة والثلاثون في ختام جلساتها البارحة في جدة، نقاشاً مستفيضاً بين الفقهاء والمصرفيين وخبراء الاقتصاد الإسلامي بشأن الدور البارز للوقف في الحضارة الإسلامية من ناحية سد الحاجات وإغاثة الملهوفين وتلبية المصالح العامة. واتفق المشاركون على توسعة دور الوقف في تأسيس ودعم المؤسسات الدعوية والعلمية والاجتماعية، لأجل تفعيله وتوسيع دائرته وأحكام إدارته وإعادته لسابق عهده ودوره الرائد في الحضارة الإسلامية. حيث أشار الدكتور صادق الغرياني مفتي الديار الليبية، إلى أن الوقف يتفاوت فضله ونفعه بتفاوت الحاجة إليه، وبأن الوقف على بيوت الله أجره عظيم، إلا أن الوقف كلما اشتدت حاجة الناس إلى شيء كانت الصدقة فيه أفضل والأجر عليه أعظم. فيما تناول إبراهيم أحمد الشيخ الضرير، رئيس الهيئة الشرعية بإحدى شركات التأمين، مختلف جوانب الوقف المشروعة والتعريفي بها، وشروط المال الذي يجوز وقفه وفق المذاهب الفقهية المختلفة، واستعرض المخاطر التي قد تعتري النقود الموقوفة وسبل التحوط منها، إلى جانب إيقاف الأسهم والصكوك. وقد تناولت ندوة البركة المصرفية، محور العمولات، حيث شارك فيها كل من موسى شحادة المدير العام للبنك الإسلامي الإردني، والدكتور على أبوالعز أمين سر هيئة الرقابة الشرعية بالبنك، إلى جانب الدكتور عبدالستار أبوغده رئيس الهيئة الشرعية الموحدة. وأكد محمود حسوبة الذي أدار الندوة، على أن الفقهاء والعلماء المشاركين قد ناقشوا العديد من المحاور، بالإضافة إلى توصيات الندوات السابقة، والتي تم الاتفاق على جمعها في كتاب، لتكون مرجعا للمصرفيين في الدول الإسلامية.