نجح الجيش السوري الحر في فرض واقع عسكري جديد، وأعلن أمس عن بدء معركة تحرير العاصمة دمشق وإسقاط مروحية عسكرية في حي القابون، وانتزع مدينة تلبيسة في ريف حمص من قبضة النظام، عشية تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار جديد حول سورية، حيث يتوقع أن يشهد المجلس اليوم مواجهة دبلوماسية بين الدول الغربيةوروسيا. وأعلنت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل أن معركة تحرير دمشق بدأت، مؤكدا أن هناك خطة للسيطرة على العاصمة. وقال المتحدث باسم القيادة العقيد قاسم سعد الدين إن المعارك لن تتوقف. وكان الجيش الحر أعلن في وقت سابق عن بدء عملية (بركاندمشق .. زلزال سورية نصرة لحمص والميدان) في كل المدن والمحافظات، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في أحياء كفرسوسة وجوبر والميدان والتضامن والقدم والحجر الأسود ونهر عيشة والعسالي والقابون. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن دخول تعزيزات من القوات النظامية إلى حي الميدان، واستخدام النظام للمروحيات في عمليات القصف التي تطال الأحياء المنتفضة، مشيرا إلى سقوط 86 قتيلا بينهم 19 في دمشق. ونقل الرئيس السوري بشار الأسد قوات من الجيش من هضبة الجولان باتجاه دمشق ومناطق أخرى في البلاد بحسب ما أفاد به قائد وحدة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي الجنرال افيف كوخافي أعضاء الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي. وطلبت الحكومة العراقية من رعاياها مغادرة سورية غداة استلام جثامين 23 عراقيا بينهم صحافيان قضيا في الاشتباكات المسلحة التي تشهدها عدة مدن سورية بينها حمص وحلب ومدن ريف دمشق. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موسكو الى زيادة الضغط على سورية من أجل حملها على وقف العنف فورا. وأكد وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ وجوب عدم استبعاد اي خيار في سورية. وقال هيغ «ان الوضع (في سوريا) خطير جدا ولا يمكن التنبؤ به لدرجة انني اعتقد انه لا ينبغي استبعاد اي خيار في المستقبل». وعبر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ومبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان عن الأمل في أن يتفق أعضاء مجلس الأمن الدولي على قرار بشأن سورية. وقال عنان للصحافيين بعد اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس «نأمل أن يواصل أعضاء مجلس الأمن الدولي مناقشاتهم ويصلوا إلى إيجاد صيغة مقبولة لنا جميعا تمكننا من مواصلة العمل». وينتظر أن يصوت المجلس اليوم على مشروعي قرارين أحدهما غربي والآخر قدمته روسيا حول الإجراءات المزمع اتخاذها لوقف العنف في سورية. ومن جهته قال لافروف لقد توصلنا إلى حل وسط في جنيف في يونيو (حزيران) الماضي، وأنا لا أرى ما يحول دون أن نتمكن من الاتفاق بناء على الأساس ذاته في مجلس الأمن الدولي.