استطاع برنامج أرامكو الثقافي في مدينة الظهران أن يدخل زائريه في صورة تفاعلية في بادرة هي الأولى من نوعها في عالم المهرجانات حيث وقف الجميع أمام عظائم الحضارة الإسلامية وموروثنا الثقافي والعلمي على مدى ألف عام في فعالية ألف اختراع واختراع والذي جاء تنظيمه لأول مرة في المملكة. واجتمع الزائرون حول أحد عباقرة العالم الإسلامي «ابن ماجد»، فهو «شهاب الدين أحمد بن ماجد محمد السعدي الجدي» الملقب ب «أسد البحار»، من أهل نجد، وينتسب إلى عائلة من الملاحين كان أبوه وجده ملاحين مشهورين، ويقول عن جده إنه كان نادرة في ذلك البحر (المحيط الهندي). بدأ «أحمد ابن ماجد» وهو في سن العاشرة مصاحبا والده في رحلاته البحرية وقاد تحت إشراف والده أول رحلة وهو في سن السابعة عشرة، وتعلم البحار الصغير الفلك والرياضيات والجغرافيا جنبا إلى جنب مع التاريخ والأدب وألف أكثر من ثلاثين كتابا أرسى فيها وأسس قواعد علم جديد هو علم البحار الذي لم يكن معروفا من قبل كما استحدث أدوات ملاحية جديدة أهمها اختراعه «البوصلة البحرية» المقسمة إلى 22 درجة والتي ما تزال مستعملة حتى الآن. ويعد «ابن ماجد» من كبار ربابنة العرب في البحر الأحمر وخليج اليرير والمحيط الهندي وبحر الصين. ومن علماء فن الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي «فاسكو دا جاما» في رحلته من «مالندي» على ساحل أفريقيا الشرقية إلى كالكتا في الهند سنة 1498م فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند. واطلع الحضور على إسهامات «ابن ماجد» العديدة، وأنه ابتكر وطور مع أصدقائه عدة أدوات منها: المزونة والإصطرلاب، واستطاع أن يجمع بين «وردة الرياح» و «الإبرة المغناطيسية» مقدما آلة جديدة تمثل دائرة الأفق تبعا للجهات الأصلية بناء على مطالع ومغارب نجوم معينة معروفة وكانت هذه الآلة تستخدم لمعرفة المسافة التي تقطعها السفينة بين درجتين وكذلك زاوية السير وخط العرض. ويرجع الفضل إلى ابن ماجد في تثبيت الإبرة المغناطيسية فوق سن من الوسط يتحرك حركة حرة فوق قرص الرياح وهو الاختراع الذي ظل حتى اليوم يعرف بالبوصلة البحرية، واعترفت الدوائر العلمية في العالم أجمع بفضل أحمد بن ماجد فأقامت حكومة البرتغال نصبا تذكاريا له في مدينة ماليندي تخليدا لذكراه، واعترافا بفضله على الملاحة العالمية وعلوم البحار.