تقول الجغرافيا في وصف فيفا .. جبال عملاقة ملتفة حول بعضها تبدو من البعد في صورة جبل هرمي واحد فجاز تسميتها جبل فيفا أو جبال فيفا. هي كتلة صعبة التضاريس تتميز بشدة انحدارها في كل الاتجاهات، وعرة المسالك والدروب، كثيرة المنعطفات ووصفها الرحالة البريطاني (فيلبي) بأنها تصلح ميدانا لهواة التسلق وتتكون من صخور تعود إلى عهود سحيقة والقاعدة مركبة من صخور السيانايت والجرانيت التي تقطعها عروق الكواتز في أجزاء عديدة وصخور فيفا ذات صلابة متوسطة إلى شديدة ويمكن تفتيتها. أما ارتفاع جبال فيفا على سطح البحر فيقدر بحوالي (11000) قدم وتعتبر قمة (العبسية) أعلى قمة في الجبل، أما المساحة ففيها بعض اختلاف حيث يختلف تقديرها من باحث إلى آخر وتقدر المساحة بعرض 20 كيلومترا في طول 30 كيلومترا أي 600 كيلومتر مربع. 20 قبيلة وعشيرة تقع جبال فيفا في جنوب غرب المملكة وتبعد عن جازان بمسافة تقدر ب 125 كيلومترا من الغرب والشمال قبائل بلغازي وجنوبا قبائل بني حريص وشرقا قبائل بني مالك. ويقدر عدد السكان بنحو (60000) نسمة تقريبا يتوزعون على 20 قبيلة وعشيرة انطلاقا من تقسيم قبائل فيفاء المنحدرة من جدين هما عبيد بن حمد وعطا بن حمد، ويعرف الجبل على أساس الانتماء إلى عطا وعبيد فيقال قبائل ولد عطا أو قبائل آل عبيد. علو وشموخ أطلق اسم فيفا طبقا للأهالي مستمدا من معنى العلو والشموخ وجاء في معجم البلدان ما يلي (الفيف هي المفازة التي لا ماء فيها من الاستواء والسعة فإذا أنثت فهي الفيفا وجمعها الفيافي وقيل الفيفاء الصحرا الملساء وقيل الصخرة الملساء). لهجة أهل فيفا يصعب على أي شخص غير سكان فيفا فك رموزها فهي قريبة من اللغة الحميرية ومفردات اللهجة لغة عربية فصحى بشهادة الشعراء والأدباء والمؤرخين وحافظ سكان فيفا على لهجتهم المميزة رغم صعوبتها على غير ساكنيها. في وصف فيفاء المناخ معتدل طول السنة ويميل في الشتاء إلى البرودة خصوصا في أعالي الجبال وإلى الحرارة صيفا في سفوح ذات الجبال كما تكثر الأمطار في فصل الصيف أكثر من أي فصل آخر بسبب الرياح الموسمية، وتكون الأمطار مصحوبة في غالب الأحوال بالعواصف الرعدية المخيفة وتعد الجبال منطقة سياحية، إذ حباها الله بطبيعة خلابة، كلما انتقلت من جهة إلى جهة أخرى وجدتها أجمل من سابقتها وزاد من جمالها مدرجاته الخضراء ومبانيها الدائرية وهوائها العليل وخضرتها الدائمة ونباتها العطري، حيث تغطي أشجارها المتنوعة مدرجاتها وسفوحها وتكسوها حلة ساحرة من الخضرة حتى أن الزائر للجبال يشعر أن الدهشة تغلبه من فرط سحره ومناظرها الفاتنة التي تأخذ بمجامع القلوب. عندما تزور فيفا ستعيش معها في هوائها النقي ومائها العذب ولا عجب أن نرى الشعراء والأدباء والفقهاء والقضاة تغنوا في جمال فيفا وكثيرة هي القصائد التي تصف جمال وطبيعة فيفا فقال كثير: أناديك ما حج الحجيج وكبرت بفيفا غزال رفقت وأهلت وكان لقطع الوصل بيني وبينها كناذرة نذرا فأوفت وحلت. لكل بيت اسم ميزات وعجائب وغرائب في فيفا فتجد لكل منزل اسم خاص به يميزه ويميز أهله فيكون المنزل وكأنه علم حتى أن الأشخاص يعرفون باسم منزلهم ومن النادر أن يتكرر اسم منزلين في أرجاء الجبل. وفي الغالب يكون الاسم إما صفة أو يكون للاسم مناسبة معينة أو بسبب حادثة معينة، ولقى «التلفريك» البدائي رواجا بين السكان لما حققه لهم من فوائد عديدة تتمثل في نقل الأهالي والمواد الغذائية والمواشي ومواد البناء ومؤخرا تحولت إلى وسيلة ترفيه وسياحة للزوار، وتتكون العربات من حاويات أقفاص من الصفيح والقضبان الحديدية يتم تعليقها على (بكرات) ومحاور تمكنها من التزحلق على كابل معدني سميك موصل بمولدين كهربائيين من محطة الانطلاق والوصول، وتستوعب العربة حمولة 200 كيلو جرام فقط، وإلى جانب ما يجنيه السكان من فوائد وخدمات من تلك العربات المعلقة فإن درجة الخطورة حاضرة على مدى ال 24 ساعة وتبلغ حد المجازفة، حيث سبق أن تعرض العديد من الشبان لحوادث أدى بعضها للوفاة لافتقار العربات لأبسط عناصر الأمان والسلامة والمواصفات القاصرة فأهالي فيفا يطالبون بإنشاء تلفريكات للسياحة.