صدر مؤخرا كتاب «التواصل الثقافي بين السعودية واليمن» للباحث والمؤرخ الأديب حجاب بن يحيى الحازمي تناول فيه العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين خلال عهد الدولة السعودية الأولى و الثانية مستبقا ذلك بتمهيد تحدث فيه عن التواصل الثقافي بين بلاد الحرمين الشريفين واليمن منذ القرن السادس الهجري حتى منتصف القرن الثاني عشر الهجري ثم توسع كثيرا في التواصل الثقافي منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. الكتاب الذي جاء في حوالي 750 صفحة من القطع فوق المتوسط أهداه المؤلف إلى«أساطين الفكر والثقافة في الجزيرة العربية على مر التاريخ مرجعا ذلك إلى أن هذا المؤلف هو فيض من نبعهم. وأشار الحازمي في توطئته للكتاب إلى عمق العلاقات السعودية اليمنية على مر التاريخ خصوصا في الجانب الثقافي«ترتبط بلاد اليمن بروابط متينة وعلاقات أزلية ببلاد الحرمين الشريفين (تضرب جذورها في عمق التأريخ، وتوثقت بوشائج الدين والدم واللغة والتأريخ المشترك والحضارة والجوار). ويضيف الحازمي: تأكدت وتعززت هذه العلاقات وترسخت تلك الروابط بعد قيام الدولة السعودية الأولى 1157 - 1173ه وازدادت روابط البلدين وعلاقتهما المتينة رسوخا وعمقا وتكاملا في عهد مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبنائه الملوك من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حين تحولت تلك الروابط الى«لحمة»حيث سعى جاهدا بالتعاون مع قادة اليمن الى إزالة كل معوقات التقارب والإندماج فتحققت بذلك أهداف القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين. وبعد اغفال المؤلف لذكر العلاقات السياسية والاقتصادية نظرا لكون الكتاب مخصصاً لبحث الجوانب الثقافية ولضيق المساحة فقد تناول الجوانب الثقافية فقط والتي قسمها الى عدة محاور جائت كمايلي: مدخل تأريخي للتواصل الثقافي بين أقطار الجزيرة العربية مبتدئاً ذلك بحديثه عن التواصل الثقافي بين اليمن والدولة السعودية الأولى، جاعلا من الشوكاني وابن الأمير الصنعاني وابن وصال الأحسائي وعبد الله بن مبارك بن عبد الله ابن بشير نماذج لذلك الإتصال الثقافي بين البلدين خلال تلك الفترة. وأعتبر المؤلف أن عهد الدولة السعودية الثانية وماتزامن معه من عهود الأئمة في اليمن هو المحور الثاني مشيرا الى ضعف التواصل الثقافي خلال تلك الفترة الذي عزاه الى ما أحاط بالبلدين من قلاقل وتحولات أضعفت كل شيء إلا من وميض خافت تمثل في التواصل بين بعض مفكري ومثقفي البلدين في تلك الفترة. أما المحور الثالث والأهم فهو ماكرسه للحديث عن التواصل الثقافي بين اليمن والمملكة العربية السعودية حيث أشار فيه الى التواصل الثقافي الذي حصل في عهد المؤسس الملك عبد العزيز المتزامن مع عهد الإمام يحيى، ثم في عهد الملك سعود المتزامن مع عهد الإمام أحمد وأكمل الحديث عنالتواصل الثقافي بين المملكة واليمن في العهود التي تلت عهديهما حتى أيامنا هذه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. يشار إلى أن الحازمي كان قد أصدر أيضا خلال العام الماضي كتاب جوانب من جهود الملك عبد العزيز في تحقيق الوحدة الوطنية، وهو كتاب على الرغم من صغر حجمه إلا أنه يستحق الإشادة حيث حاول فيه رصد شيء من جهود الملك المؤسس الحربية والسلمية في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية،لهذا الوطن الشامخ،مع الإشارة الى بعض تضحياته الجسام في إنقاذ هذا الكيان العظيم من التشرذم والتمزق. كما كان صدر له عن دار كنوز أشبيليا خلال هذا العام 2012م أيضا مجموعته الشعرية الأولى التي طال انتظارها تحت عنوان «أغنيات للوطن» في 293 صفحة من القطع الصغير.