بعد زواجها ب 6 أشهر، انتقلت (ه) من الطائف إلى مكةالمكرمة للإقامة برفقة زوجها، وفجأة وكأن الأرض انشقت وبعلتهما، بحثت أسرتها عنها في مكة وخارج مكة، فهي لم تقم بزيارة أهلها ولم تسأل عنهم حتى، ووالدها لم يترك مكانا إلا بحث فيه عنها، واستمر ذلك لثلاث سنوات إلى أن فرج الله عليه كربته، فوجد منزلها وكانت المفاجأة أن ابنته وزوجها رفضا مقابلته نهائيا، ولان قلب الوالد لا يعرف اليأس من فلذة كبده، فقد حدث نفسه أنه لربما كانت تواجه ضغطا من زوجها يمنعها التواصل مع أهلها، فقرر إعادة الكرة من جديد ولكن هذه المرة مع ابنتهم وفي سرية تامة و كانت الصدمة على والدها كبيرة هذه المرة فبنته رفضت مقابلة والدها، الذي ظل ولمدة 9 سنوات يتمنى رؤيتها وسعى جاهدا دون أن يكل أو يمل، من محاولات البحث عنها وكان في كل مرة يجدها ترفض بشدة مقابلته أو التحدث معه إلى أن توفاه الله وهو في لوعة وشوق لرؤيتها أو حتى سماع صوتها. لم أرها منذ 13 عاما وتقول والدة (ه) وهي تروي ل«عكاظ» ماسأة ابنتهم، أن زوج ابنتهم سرعان ما يغير مسكنهم في كل مرة يجدونها فيه، مبينة أن أشقاءها تولوا بعد وفاة والدهم رحلة البحث عن شقيقتهم، وأشارت إلى أنها لم تر ابنتها منذ أن غادرتهم قبل 13 عاما وأنها لم تلتق سوى بشقيقتها الوحيدة التي تمكنت من زيارتها مرة واحدة. سحر وشعوذة وقالت والدتها إنهم اكتشفوا بعد زواج ابنتهم بسنوات أن زوجها أخفى عنهم أنه متزوج من فتاة قبل ابنتهم وطلقها بحجة أنها تعاني من مشاكل نفسية أوصلتها إلى حد الجنون، واستطردت أم (ه) حاولنا الاتصال بأهله وعلمنا منهم وبشهادة والده وإخوته أنه يمارس أعمال السحر والشعوذة والذبح لغير الله واكل أموال الناس بالباطل، وأفادوا انه صدر بحقه صك شرعي وتم سجنه على اثر هذه القضية. لا يخالطون جيرانهم وأشارت إلى أنهم عملوا على التحري على ابنتهم وزوجها من كل جيرانهم في كل حي يسكنون فيه، حيث أجمعوا على أنهم لا يتحدثون معهم ولا يختلطون بهم، وأن أبناءها دائما يشعرون بوجل من جميع الناس، وبالكاد يخرجون من دارهم ولا يشاهدونهم إلا أثناء خروجهم للمدرسة وعودتهم منها، كما ذكرت إحدى جارات (ه) أنهن كن يحاولن التودد إليها والتقرب منها وهي ترفض ان يكون لها صلة بأي واحدة منهن، حتى في وفاة ابنتها استقبلتهم رغما عنها ولدقائق معدودة، وأشارت إلى أنهم يشككون في أن يكون سبب وفاتها نتيجة للعنف والدها، خاصة وأن شقيقتها شاهدت زوج (ه) في المرة الوحيدة التي استطاعت ان تزورها فيها، يضرب إحدى بناته بشدة ودون رحمة لأنها لم تكمل وجبة عشائها. لم يهزها وفاة والدها وقالت والدة (ه) وهي تتألم بحرقة «الغريب في الأمر أن (ه) لم يهزها نبأ وفاة والدها الذي كان يتمنى رؤيتها وسعى جاهدا خلال ال (9) أعوام الماضية لرؤيتها دون أن يمل أو يكل». وتابعت: لقد اضطر والدها إلى تقديم عدة شكاوى لمركز الشرطة، ومن ثم إلى المحكمة للمطالبة بخلع ابنته ولكن كل محاولاته كانت تصدم بالبراهين والأدلة ورأي الزوجة التي لم يفلح في الحديث معها. يسيطر عليها بالسحر واستطردت قائلة «نحن على قناعة تامة لا شك فيها أن زوج ابنتي يسيطر عليها بعمل سحري غايته ابتعادها عنا حتى تظل أسيرة له رغم العذابات التي تعيشها معه، وكل ما أريده هو رؤيتها قبل ان يوافيني أجلي، وأموت بحرقة فراقها، كما حصل مع والدها الذي مات ملتاعا عليها، وعلى الظروف الصعبة التي تعيشها، فابنتنا تعيش على إحسان الناس وصدقاتهم، لدرجة ان أشقاءها يضعون لها المال من تحت باب منزلها حتى تتدبر احتياجاتها، بعيدا عن الحاجة للآخرين، خاصة وان زوجها أصيب بمرض الزمه الجلوس على الكرسي المتحرك، حتى ارثها في مال أبيها لا تريد أن تأتي لأخذه حتى لا تلتقي بنا رغم حاجتها الماسة للمال». لقاء بالشرطة من جهة آخرى وجه فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان خطابا إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة، تشير فيها إلى أنها اطلعت على كامل تفاصيل القضية، داعية إلى تمكين الأم من رؤية ابنتها من خلال شرطة العاصمة المقدسة. قضية غامضة من جهته اعتبر المستشار القضائي الخاص، والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية بدول الخليج والشرق الأوسط صالح اللحيدان، قضية (ه) من القضايا الغامضة، لما فيها من دعوى عضل وحجر فتاة (الزوجة) عن أهلها، كما فيها تهمة بالسحر والشعوذة ضد الزوج. وأضاف «من وجهة نظر شرعية قانونية ونفسية تحليلية، انه لا يجوز شرعا وعقلا منع الزوجة من رؤية أهلها وتحديدا والديها، والعكس أيضا لقوله تعالى «لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده».(233) سورة البقرة