لقد حققت تكنولوجيا الاتصالات توفيرا في الجهد والوقت وسرعة انتقال الخبر أو المعلومة مما أدى لتحسين مستوى أداء العديد من الخدمات، وقد تتعجب إن علمت أنها تلعب دورا أساسيا وتضع حلولا حاسمة لبعض مشاكل المواصلات التي عادة ما تؤدي إلى المشاكل المرورية والتي تعاني منها العديد من المدن. تقوم سيارات الأجرة والتي يزيد عددها عن 7000 سيارة في مدينة جدة، على سبيل المثال، يوميا بجولاتها العشوائية في كافة أرجاء المدينة، من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها باحثة عن الراكب، مما يتسبب في جهد ضائع وازدحام مروري غير مبرر يزيد من احتمال وقوع الحوادث المرورية، وزيادة في كمية استهلاك الوقود الذي يؤدى إلى تلوث البيئة ولربما لا يجلب كل ذلك أي فائدة للراكب الذي ما يزال يخرج من منزله إلى الطريق باحثا عن سيارة الأجرة، لذلك كان لاستخدام نظام الاتصالات اللاسلكية المتنقلة لسيارات الأجرة فائدة قصوى لكل من الراكب والسائق والشركة المقدمة للخدمة، حيث يمكن السائق من الحصول على اتصالا من شركته توجهه فيه إلى عنوان الراكب ومقصده، الأمر الذي يوفر للشركة تقديم الخدمة بطريقة أفضل، والمحافظة على سلامة الراكب وأمنه، وتقليص وجود تلك السيارات في الطرق، وتوفير الوقود، وتخفيض تكاليف صيانة المركبة والارتقاء بمستوى الخدمة والتعرف على طرق تحسينها. وحتى يتيسر على مستخدمي هذه الخدمة الاتصال بإحدى شركات سيارات الأجرة يجب كتابة أسماء وهواتف الشركات على المركبات نفسها وبخطوط عريضة وواضحة والإعلان عنها، وتزويدها بنظام «البحث عن العناوين والإرشاد اليها» (GPS) ولم لا؟، وهى أداة تسهل على السائق التعرف على العناوين بيسر وسهولة. إن ما يدعيه البعض حول صعوبة تزويد شركات سيارات الأجرة بالعنوان الصحيح سوف يتلاشى مع الوقت ويصبح أمرا ميسرا ويعتاد عليه الجميع، وسوف يصف مستخدمو الخدمة عنوان منزله أو أينما كان كما يصفه للآخرين للاستدلال عليه وسوف يصبح الانتظار لسيارة الأجرة المتصل بها أفضل من الانتظار لأوقات طويلة خارج المنزل أو السير على الأقدام لمسافات بعيدة بحثا عنها. إن إعادة دراسة مواقع مواقف سيارات الأجرة سوف يحد من فوضى التسابق نحوها وينظم الحصول على الخدمة دون أي عناء أو مشقة وهو مكمل لهذا الحل فلا نتجاهله. م. عدنان بصراوي