السلوك السياسي الإيراني المضطرب، يضع المراقب أمام حيره تفسير ما يصدر من صناع القرار في طهران .. فلا مساحة للمنطق والعقلانية، وما يدعو للاستهجان تمسك طهران بمواقفها ونشاطاتها الاستفزازية. عبر المناورات المباشرة وغير المباشرة، والالتفاف حول إرادة المجتمع الدولي تارة وخلق أجواء من التوتر عبر خرقها للأعراف الدولية ومواثيق حسن الجوار تارة أخرى. حسابات خاطئة تخرج بها طهران، وتراهن على صواب التحديات الأمنية، والسياسية التي تخوضها .. مع الدول الغربية وتقابل صدق النوايا، وعلاقات حسن الجوار التي يبديها جيرانها بممارسة أنشطة تجسسيه وتخريبية؛ تمثلت في دعم الجماعات المتطرفة .. والتدخل في السياسات والشؤون الداخلية لدول الجوار، وزعزعة استقرار المنطقة عبر الهجمات الإعلامية الممنهجة، والتحركات الاستفزازية المتواصلة. غير أن المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنابره الرسمية غير مستعد للتعايش بصمت، وتقبل تجاوزات هذا السلوك الذي يستهدف السيادة، ويهدد عوامل الأمن والسلم في العالم .. وحاول ثني طهران عن طموحها واستخدم جميع الوسائل الدبلوماسية دون جدوى. كما حرصت دول الخليج مرارا وتكرارا على إيصال رسائلها عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية لحكام طهران، علها تتفهم البعد السياسي السلبي الذي قد ينتج عن تلك التصرفات، ولكن إيران لم تترجم تلك الرسائل بمفهومها الجدي، وتكف عن لغة التهديد والوعيد، وتوقف السلوك العدواني الذي تنتهجه .. الأمر الذي سيدفع دول المنطقة إلى اتخاذ الوسائل والإجراءات الكفيلة بحماية أمنها وسيادتها. لذا، ربما لن نكون بعيدين عن عين الصواب إذا افترضنا أن هناك من يجد منافع محددة وجلية من استمرار إيران في إصدار تهديداتها، وممارسة السلوك الاستفزازي تجاه جيرانها، ولابد من وجود قناعة كافية لدى الجانب الإيراني بأن المستفيد من تلك التحركات أنظمة تحتضر ، وتبحث عن من يطيل أمد بقائها في السلطة بعد أن خسرت كل شيء، وأصبحت منبوذة حتى من شعوبها فالتهديدات الإيرانية، والسلوك العدواني لطهران يدفع العالم للبحث عن مخرج وحلول تتصدى للتهور والتمادي، ووقف الخطر المستفحل، وردع السلوك المضطرب للدول الخارجة على القانون.