أجمع خبراء ومحللون سياسيون أن التهديدات الإيرانية الأخيرة للمنطقة، وخصوصا التلويح بإغلاق مضيق هرمز الحيوي، فضلا عن المناورات العسكرية الأخيرة في الخليج العربي ليست سوى محاولة لتحقيق مكاسب استراتيجية، مؤكدين أن إيران تقول دون أن تفعل أي شيء. وألمح البعض إلى احتمال ضربة عسكرية في حال فشلت المفاوضات مع طهران بوقف البرنامج النووي. وقال المحلل السياسي الدكتور أنور عشقي ل «عكاظ» إن التوتر في الخليج يتجه إلى توجيه ضربة قاسية إلى إيران. وهي وعود أمريكية لإسرائيل في حال فشلت الضغوط السياسية والاقتصادية من ردع طهران عن ممارساتها غير المسؤولة. خصوصا بعد تصريحات استفزازية من بعض المسؤولين الإيرانيين تهدد بمحو إسرائيل من الوجود. وأوضح عشقي أن إيران ومن خلال تصريحاتها غير المتزنة تهدف لصرف تفكيرها عن تردي الأوضاع الاقتصادية بعد ما أثرت عليها العقوبات الدولية. من جهته، استبعد المحلل الاستراتيجي العسكري الدكتور علي التواتي تماما تنفيذ إيران لتهديداتها بإغلاق مضيق هرمز وقال «مضيق هرمز ليس ملكا لإيران. وهي تهدد ولكن لا تجرؤ على تنفيذ تهديداتها»، مشيرا إلى أن ما تفعله إيران هو المناورة بحيث تجر العالم إلى حافة الهاوية، ومن ثم تتراجع بعد أن تستفيد من مكاسب استراتيجية وسياسية لإظهار نفسها كقوة عسكرية لا يستهان بها في المنطقة. وأفاد أن إيران هي دولة مساومة، ودولة قادرة على إدارة المفاوضات الصعبة، ولها قدرة على إظهار الأمور بغير حقيقتها وهي أحرص على فتح مضيق هرمز من غيرها، وذلك لأن المضيق يمثل لها بالذات ممرا حيويا لتصدير منتجاتها من خلاله بعد تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران إلى مستويات متدنية. ولذلك هي لا تتحمل نتائج إغلاقه. خاصة أن صادرات النفط تمر عبر المضيق إلى العديد من الدول في آسيا والتي تتعاطف مع إيران. أما في حال نفذت إيران تهديداتها فهي بذلك تعرض نفسها لضربات عسكرية قاسية. قد تدمر كل ما بنته في العقود الماضية، وتضعفها إلى حد كبير.