بقي أيام ويدخل علينا شهر رمضان الكريم، هذا الشهر الذي كان على مستوى العمل يشبه كل الشهور، ولا يحدث تغيير جذري في عادة الإنسان المسلم، وكان الطلاب يذهبون للمدرسة صباحا في رمضان، ولم يكن أحد يطرح فكرة تعطيل الدراسة، لأن الصيام عبادة يقوم به الفرد لخالقه، ولا يعني هذا أن يعطل العمل، وكان كل شيء في رمضان يشبه باقي الشهور، لأن الناس تعبد الله في كل الشهور ، إلا أن الناس كانت صائمة فقط. فيما بعد بدأت فكرة أن الإنسان صائم وعلينا أن نخفف عنه، مع أن فكرة الصيام أن يعاني الإنسان ما يعانيه الفقير طوال العام من جوع وعطش، فخفضت ساعات العمل، ثم انتقلنا لإيقاف الدراسة برمضان، لأن الطالب لن يستوعب مع أنه فيما مضى كان يستوعب فالجميع صائم ومرهق، لهذا عليهم الجلوس في بيوتهم. هذا الجلوس أوجد مستهلكين متوقعين للتلفزيون، فبدأت القنوات تكثف عملها في هذا الشهر، مسلسلات تحاول أضحاكنا لتخفيف معاناتنا بصفتنا صائمين، وبرامج دينية تتمحور كل قضاياها حول الصيام وما الذي يفطر وما الذي لا يفطر، وهل دخول التراب في الحلق يفطر، وهل غسيل الكلى يفطر .. إلخ ؟ هذا البث المكثف طوال ال 24 ساعة، والحرب التي شنت عليه قبل أن تكثف التلفزيونات البرامج الدينية، أنتج موظفين يستيقظون بالبيت وينامون بالعمل، مما جعل الكثير يردد «إن كان لديك معاملة في دائرة ما عليك أن تنجزها قبل دخول رمضان، وإلا عليك الانتظار إلى بعد العيد». رغم هذا التعطيل للعمل في رمضان، كان البعض يحاول إعادة رمضان لطبيعته، وأن الصيام لا تكافأ عليه في الدنيا بل في الآخرة، وأن عليك إنجاز عملك كما كان يحدث بالسابق. هؤلاء المحاربون لإعادة رمضان لطبيعته عليهم أن يكفوا عن حربهم، لأنه لا أمل لهم، فهذا العام أعلن مجلس الشورى تأجيل جلساته في رمضان إلى ما بعد العيد، بمعنى أن الشورى هو أيضا أعلن استسلامه لذلك. S_ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة