•• أرجعتني تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية «حسين أمير عبداللهيان» وحماسه لعقد قمة دول عدم الانحياز المقبلة في طهران.. وعزم بلاده توجيه الدعوة إلى المملكة وسواها لحضور هذه القمة.. أرجعتني إلى الوراء «57 عاما».. وتحديدا إلى بداية إطلاق هذه الحركة في ظل وجود قيادات تاريخية نذكر منها «الملك فيصل» و«نهرو» و«تيتو» و«سيكوتوري» و«جمال عبدالناصر» و«سوكارنو» رحمهم الله جميعا.. وهم القادة الذين ولدت الحركة على أيديهم من رحم فكر قدر له أن يتحرر آنذاك من ربقة الاستعمار.. وأريد لدوله أن تكون صوتا قويا للشعوب المظلومة وغير المنحازة لأي من الكتلتين الكبيرتين آنذاك.. الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبا الغربية من جهة.. والاتحاد السوفيتي ودول المعسكر الشرقي من جهة ثانية.. وبالذات في ضوء استعار الحرب الباردة بين المعسكرين.. واستقطاب كل منهما للدول الأخرى.. وضمها إلى عباءتها بصورة جسدت التبعية أكثر من تجسيدها للاستقلال والتحرير الذي تدعو إليه. •• تلك هي بداية هذه الحركة.. وتلك هي ظروف تكونها.. ودوافع تأسيسها كحركة كانت تحاول أن تنأى بدولها عن الانضمام إلى أحد المعسكرين. •• أما اليوم.. وبعد أن انتهت تلك الحرب الباردة.. وبعد أن أصبح هناك واقع جديد فإن الحركة التي ماتت مع موت هؤلاء جميعا.. وأتت إيران لاستضافتها اليوم.. تطرح مفارقة عجيبة.. وإلا فأين إيران.. من مبادئ تلك الحركة حتى تتصدى لاستضافتها.. وهي التي تعاني من داخلها.. وتعيش فيها حالة عزلة مع شعبها.. إن لم أقل إنها في حالة مواجهة معه.. ومع ذلك تتحدث عن عدم الانحياز.. وهي التي تتدخل في شؤون الدول الأخرى.. وهي التي تعيش في داخلها كل صور «القمع» للحريات.. وحقوق الإنسان المتدنية.. كما تنصر الظالم على شعبه في سوريا. •• أليس ذلك من عجائب الزمن؟ * * * ضمير مستتر: •• قبل أن تطالب بإصلاح الآخرين.. فإن عليك أن تصلح بيتك أولا. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة [email protected]