دعا مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، القريبين من الشباب والقائمين على أنشطتهم، بالاستماع لهذه الفئة وحل مشاكلهم، ودعوتهم بالمعروف في ظل تعدد الوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية التي أثرت عليهم، مؤكدا أن المخرج منها عدم إغلاق القنوات، والأهم توعية الشباب واحتواؤهم، لكونهم مستهدفين وهم في الأعناق أمانة علينا. وقال آل الشيخ في كلمة توجيهية ألقاها على هامش الحفل السنوي لأنشطة ديوانية الشباب في الطائف أمس، «إن هذا اللقاء هو تكملة للقاءات سابقة في أعوام عدة زرنا فيها هذه الديوانية المباركة، إن الدعوة إلى الله وتبصير عباد الله وإخراجهم من ظلمات الجهل والظلال إلى نور العلم والهدى، خلق المسلم هي سيرة الأنبياء والرسل، فالمسلم المكتسب هذه الأخلاق من هدي نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وأتباع الرسول يدعون إلى الله ودينه وشريعته، ويدعون إلى التمسك بهذا الدين وأخلاقه القيمة ليلا ونهار بصدق وإخلاص». وأضاف «ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، أمر الله الأمة الذي قال في حقهم «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»، وأن تكون هناك فئة تختص في هذا الجانب، وتقوم به خير قيام، ثم هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له أساليب متعددة، في كل زمان أسلوب يناسبه، وقد لا يكون في الزمن الماضي كذلك، فنحن اليوم في زمن طغى فيه الإعلام، وتعددت ما بين الإعلام المرئي والمسموع، والمواقع المختلفة المتعددة المتنوعة، حيث تأتينا في كل يوم قنوات ومواقع لا نستطيع إحصاءها ولا عدها، لاشك أنها أثرت في مسيرة الشباب الإسلامي، وأوقعت في قلوب الكثير الشر والبلاء، وما المخرج منها؟، ليس المخرج أن نغلقها، فالإغلاق قد لا يكون بيدك، ولكن المهم التوعية الصادقة والنصيحة الهادفة والسعي الدؤوب في احتواء الشباب، وتبصيرهم وحل مشاكلهم». وأكد المفتي أن شباب هذه الأمة مستهدف من قبل أعدائها، لأنهم يرون بأن الشباب إذا دمرت أخلاقهم وقضي على فضائلهم وقيمهم، فإن الأمة تخسر أعظم ثروة تملكها، مشيرا إلى أن فئة الشباب أمانة في أعناقنا، يجب الاهتمام بهم وأن نرعى شأنهم وأن نذهب مشاكلهم، وأن نلتقي بهم ونفتح لهم الصدور والمكاتب والبيوت، ونختلط بهم لكي يأنسوا بنا، ولكي نتمكن من إيصال كلمة الحق في نفوسهم، والسجن قد لا ينفع، وقد يجلب أشرارا كثيرة، لكن ترك الشباب يضيع وتخطفهم دعاة الشر والفساد فإن ذلك هو البلاء.