الشعور الإنساني هو الذي يتآلف مع كل القواعد الإسلامية بالتواضع والرحمة والعدل والأمان وكلها مقومات لمجتمع مثالي يتعاون كله لكله وبعضه لبعضه في الوفاء وسلامة الانتماء وصدق الولاء وبجميعهم تتكون الشخصية الإنسانية للأوطان. أما إذا كان الحديث عن وطننا المقدس فالحمد لله كل ما فيه من سخاء وعطاء يشهد على الحكمة البليغة في التضحية لغرضٍ يتسامى به الإنسان في حماية مقدساته وحرماته، كما نشاهد ويشهد بهذا العالم الإسلامي بلسان الحق عن ذلك الاقتدار في توسعة الحرمين الشريفين ليتصدر قول الحق سبحانه وتعالى «إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر». والدولة السعودية منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود كان الهدف الأسمى في ضميره هو تأمين سبل الراحة للحجاج والعمار والزوار، وتوارث من بعده أبناؤه على نهجه وسيرته في توفير أهم الغايات النبيلة وهي الأمن للوافد والمقيم. ومع تعاقب الأزمنة والمنجزات الحضارية والتقدم كان للأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مسؤولية أعلى في تأمين وسائل التنقلات، وتوفير الخدمات للمشاعر المقدسة بمدركات ومسؤوليات وعي نابه، كانت له القدرة في قراءة ممكنات الماضي ومعطيات الحاضر لتزايد عدد القادمين من ضيوف بيت الله الحرام لكونه رئيساً للجنة الحج العليا بالإضافة إلى مسؤولياته الكبرى. وللمواطن بإخلاصه وبره دور في التنبيه على ما يمس العقيدة ويشوه كل هذه المنجزات الكبيرة التي يسطرها التاريخ بحروف من نور ويتألق بها على قمم الشموخ ليكون الحاضر والمستقبل أصدق شاهد على ما كنا عليه وما وصلنا إليه. وللأمانة فإن على كل مسؤول في موقعه التزاما أخلاقياً امتثالا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله رجل الصلاح والتقوى. هذا هو منطق الحق الذي يجعلنا نتباهى به بين جميع الأمم كأهل دين وقبلة.