الحمد لله القائل «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام». إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإن القلم ليعجز واللسان يتلعثم في الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل الأمن ذلكم الرجل الذي سهر ليله لأمن المواطن والمقيم وكرس جهده في نهاره ليقضي وقته الثمين فيما يعود على مواطنه بالنفع، نذر حياته لأمن الأرواح والأعراض والأموال قضى حياته سهرا للأمن ويقظة في نهاره لاستتباب الأمن في ربوع العالم بصفة عامه وفي المملكة بصفة خاصة إنه الأمير نايف الذي أضناه المرض وهو يكابده لراحة مواطنه ذلك الرجل الفذ رحيب الصدر بعيد النظر سليم المعتقد ناصر الكتاب والسنة والعقيدة السلفية فيا لها من مواقف سجلها التاريخ له في نصرة جماعات الخير وحفاظ القرآن والسنة حليما بليغا محبا للخير. كان رحمه الله يصغي لمن يحدثه وينصح لمن يستنصح يعطف على الضعيف ويأخذ على يد القوي والمتعنت لقد ضمني مجلس كريم في مجلسه العامر بجدة أعرض عليه أمورا كنت مترددا في عرضها عليه لكثرة انشغاله فيما هو أهم ولكن وجدته ذلك الأب الحنون الذي فتح لي صدره الرحب واستمع لكل ما حدثته به وعرضته عليه وجوابه لي في بعضها يا أخ داود ما هو البديل وكان في المجلس الشيخ عبدالله بن مرزوق الذي عاتبني على الإطالة وقال بأنها ساعة إلا عشر دقائق وكنت أظن أن ذلك الحديث معه بضع دقائق ولكن انسياب الحديث وتبسمه وإصغاءه لي وفتح صدره الرحب جعلني أسترسل حتى مضت ساعة إلا عشر دقائق ولكثرة شفاعاتي لا أذكر أنه رد لي شفاعة واحدة منها جعلها الله خالصة لوجهه الكريم وفي ميزان حسناته ورزقه الله شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. لقد عرف عنه رحمه الله محبته للعلماء وطلبة العلم ورجال الحسبة بل وبلغ به شغفه بحبهم زيارته لهم حتى في المشاعر المقدسة وتراه بين مخيم وآخر يتفقدهم ويعرض عليهم ما يحتاجون بل ينظر بنظرة ثاقبة باهتمام بالغ وتقدير كريم لطلبة العلم والعلماء والدعاة يقف إلى جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل هو رجل الأمن والمعروف. رحم الله ذلك الأمير رجل الأمن والمدافع عن حياض الدين وجعل الخير في ذريته وأخلف الله المسلمين خيرا. اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر للأمير نايف وترحمه إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم أره مقعده في الجنة صباحا ومساء واجعل الخير في ذريته اللهم آمين، اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلفنا فيها بخير. الحمد لله على كل حال، إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون . داود بن أحمد العلواني العُمَري