عد ل«عكاظ» خبراء أمنيون تعيين خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز في منصب وزير الداخلية قرارا صائبا، لما يحمله سموه من سمات قيادية وخبرة تراكمية تجاوزت ثلاثة عقود في مكافحة الجريمة، إلى جانب براعته في احتواء المشاكل وإنصاف أصحاب الحقوق والحرص على إصلاح ذات البين خصوصا في القضايا القبلية المعقدة التي يعد (عرابا) لحلها وإذابة الخلافات فيها. وروى مدير شرطة منطقة مكةالمكرمة الأسبق اللواء سعد بن جابر الشنبري، مواقف عالقة في ذاكرته لوزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز وقال: خلال عمله نائبا لأمير منطقة مكةالمكرمة كان يرتكز على نهج عملي مميز يقوم على عنصر المفاجأة في الزيارات الميدانية، ولعلي أعود بالذاكرة إلى موقف لا ينسى، حينها كنت برتبة ملازم أول وكان الوقت منتصف الليل وكنت أنا ضابط الخفر في المديرية العامة للشرطة بالطائف وكان الأمير أحمد حينها وكيلا لإمارة المنطقة ووصلته بعض الشكاوى من التأخير في بعض المعاملات، وأثناء تواجدي بالمديرية تفاجأت بجندي يهرول صوبي ويبلغني أن الأمير أحمد داخل المديرية حينها قمت مسرعا صوبه فوجدته وصل بسيارته وحيدا، فدخل مكتبي وظل يطلب بعض المعاملات للاطلاع عليها والتأكد من سير العمل وخدمة المراجعين، بل التقى البعض منهم، وقد أبلغته أنني سأستدعي مدير الشرطة في الطائف حينها، لكنه رفض وقال:لا تزعج أحدا أنا جئت للاطمئنان على سير العمل فقط. ويزيد اللواء الشنبري «وحين كلفت بالعمل مديرا لشرطة العاصمة المقدسة قبل 16 عاما وكذلك مديرا بعدها لشرطة المنطقة، كان للأمير أحمد معي مواقف لا تنسى أبدا وخصوصا في قضايا القتل والنزاع بين المواطنين، حيث تلقيت منه شخصيا تكليفات متتالية في قضايا قتل عدة، وكنت أقف في منزل أهل الدم ناقلا لهم شفاعته الشخصية وقد عتق على يده وبشفاعته عدة قضايا، بل إن هناك قضايا معقدة جدا حلت على يديه، ولعلي اختتم بموقف عجيب حدث لي إبان مسؤولياتي كمدير شرطة للمنطقة، حيث لبى الأمير أحمد دعوة أحد وجهاء مكةالمكرمة وحين وصلني الخبر بعثت بدوريتين لتكونا مرافقتين لسموه، وحين التقيت به في المناسبة عاتبني على ذلك وأبلغني أنه يحب الحركة بعيدا عن الترتيبات الرسمية ولا يحب عرقلة السير أو تجاوز الإشارات الضوئية أو خلافها، بل يفضل الالتزام بالنظام في كل شؤون حياته. من جهته وصف مدير عام الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الأسبق اللواء متقاعد أحمد بن سعد الثبيتي قرار تعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية بالقرار الحكيم وقال: «لا شك أن الأمير أحمد بن عبدالعزيز رجل دولة من الطراز الفريد وقائد محنك اكتسب من ملازمته للراحل الفقيد الأمير نايف بن عبدالعزيز الكثير من الخبرات والمناقب، وفي ذات السياق أوضح عدد من رجال الأمن أن تعيين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية، كان موفقا ومتوقعا أن يصدر قرار بإسناد مهمات وزارة الداخلية إلى الأمير أحمد بن عبدالعزيز. وقال نائب مدير الأمن العام الأسبق الفريق محمد رجاء الحربي إن الأمير أحمد صاحب خبرة طويلة في وزارة الداخلية والمساعد الأيمن للأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز الذي ساهم في ملفات الأمن والاستقرار مع أخيه الأمير نايف، رحمه الله، . من جهته قال اللواء متقاعد محمد سعيد الحارثي مدير شرطة العاصمة المقدسة الأسبق، ليس غريبا أن يصدر مثل هذا القرار، فالأمير أحمد بن عبدالعزيز يتكئ على خبرة طويلة قضاها في وزارة الداخلية وقبلها كان وكيلا لإمارة منطقة مكةالمكرمة، فهو رجل متمكن من قيادة وزارة الداخلية. فيما قال مدير العلاقات العامة والتوجيه في إدارة الأمن العام الأسبق العميد متقاعد عبدالحميد عثمان فراش، تعيين الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية أمر توقعناه، فهو ابن الداخلية وله خبرة طويلة في أعمال وزارة الداخلية ولازم الأمير نايف لفترة طويلة وقبلها عمل في إمارة منطقة مكةالمكرمة وكما هو معروف إمارة منطقة مكة تتحمل أعباء كبيرة ومناسبات دينية ضخمة كل ذلك أكسب الأمير خبرات في أن يتولى قيادة وزارة الداخلية.