توجهت هيئة الري والصرف بالأحساء في وقت مبكر وفق استراتيجيتها للمحافظة على المصادر الطبيعية للمياه الجوفية إلى الاعتماد على المصادر غير التقليدية لمياه الري باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً في أغراض الري، كمصدر مستمر ومتجدد واستخدامها بطريقة مجدية اقتصادياًَ. ولأهمية التعرف على هذه النوعية من المياه وخصائصها ومراحل معالجتها وأهم المقاييس التي تتبع للحكم على جودتها وأهم الاحتياطات الواجب مراعاتها عند استخدامها في أغراض الري غير المقيد تم عقد سلسلة محاضراتٍ عن استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً، في أغراض الري الزراعي والعمل على زيادة وعي المزارعين والمستخدمين لهذه المياه بما يحقق الاستخدام الآمن بيئيًا وصحيًا. ويشترط في معالجة مياه الصرف الصحي ثلاثياً بغرض استخدامها للري غير المقيد أي ري جميع المحاصيل أن تكون مطابقة للمعايير والمواصفات القياسية طبقاً لما جاء باللائحة التنفيذية لنظام مياه الصرف الصحي المعالجة وإعادة استخدامها والتي حرصت الهيئة على تطبيقها والالتزام بها وتبني برامج رقابية لجودة هذه النوعية من المياه، وأنشئت لذلك مختبرات متخصصة ووظفت كوادر وطنية مؤهلة ودربتها حتى تكون على أعلى مستوى علمي وتقني للقيام بهذه المهمة، حيث يتم مراقبة نوعية مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثياً على مدار الساعة. وتقوم الهيئة بدراسة أثر استخدام هذه النوعية من المياه على التربة والنبات بالتعاون مع مراكز البحوث المتخصصة وعملية معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في أغراض الري الزراعي تحقق أهدافاً بيئية واقتصادية من أهمها التخلص من الملوثات التي تحتويها مياه الصرف الصحي الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والاستفادة منها، كمصدر لمياه الري وذلك للمحافظة على المياه الجوفية والحد من استنزافها، ومنع تسرب هذه المياه إلى المصادر الطبيعية للمياه وهي البحار والأودية والمياه الجوفية مع الحد من تكون المستنقعات والمسطحات المائية المكشوفة، والاستفادة من المحتوى السمادي لهذه المياه بعد معالجتها وإعادة استخدامها في الزراعة وما لها من قيمة سمادية، نظرًا لاحتوائها على تركيزات من العناصر الغذائية الضرورية للنبات سواء كانت عناصر كبرى مثل النتروجين والفوسفور البوتاسيوم وكذلك العناصر المغذية الصغرى.