اعتبر خبير في المياه والتربة، مياه الصرف الصحي المعالجة، «خياراً استراتيجياً» لتجاوز مشكلة النقص الحاد في المياه في المملكة. وتوقع ان يتزايد في ظل ما تسجله المملكة من «نمو سكاني يزداد في شكل كبير، إضافة إلى الحاجة المتزايدة إلى الغذاء والماء». وقدم الخبير في هيئة الري والصرف في الأحساء الدكتور مجدي شاهين محمد أمس، ورقة علمية بعنوان «الاستخدام الأمثل لمياه الصرف الصحي المعالجة والجوانب البيئية المرتبطة بها» في اللقاء العلمي الذي عقد في كلية علوم الزراعة والأغذية في جامعة الملك سعود في الرياض. واعتبر فيها، ان «استعمال الموارد المائية غير التقليدية، بل وإدارة الموارد المائية، بصفة عامة بما يضمن كفاءتها وفعاليتها من أهم الأولويات الحالية». وأبان شاهين، ان معالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها في أغراض الري «من الخيارات الأساسية، ولقد ثبت أن هذه المياه تمثل أحد الخيارات العملية لتوفير مصادر جديدة لمياه الري، لسد النقص في الموارد المائية، وتلبية الحاجة المتزايدة إلى المياه للأغراض الزراعية، لا سيما في المناطق الجافة وشبه الجافة، لأن هذه المياه تمثل مصدراً إضافياً ومتجدداً من إمدادات المياه بل ومن الأسمدة». وعلى رغم الآثار الإيجابية لاستعمال المياه المعالجة، إلا ان شاهين، أشار أيضاً إلى «آثار سيئة على الصحة العامة وعلى البيئة»، بيد أنه قال: «يعتمد ذلك إلى حد كبير على خواص المياه المعالجة، ودرجة معالجتها، والغرض من استخدامها». ومن بين الأضرار المحتملة لاستعمال المياه المعالجة في أغراض الري الزراعي «احتمال تلوث التربة الزراعية والمياه الجوفية والسطحية»، مستدركاً ان «التخطيط العلمي السليم لإدارة مثل هذه النوعية من المياه، والإدارة الفعالة لنظم الري والتسميد، يمكنهما أن يجعلا تأثيرها على البيئة في الحدود المأمونة صحياً وبيئياً، ولذلك فمن المهم إرشاد المزارعين وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لمساعدتهم على التعامل والاستخدام الأمثل لهذه النوعية من المياه المعالجة في الري، من دون حدوث أي أضرار بيئية أو صحية». وأوضح ان ذلك «أصبح ممكناً الآن، بعد أن تجمعت الكثير من المعلومات والخبرات على المستويين الوطني والإقليمي، إثر النجاح الذي حققته مشاريع استعمال المياه المعالجة في أغراض الري». وتناقش ورقة شاهين، الجوانب البيئية المرتبطة في إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الري الزراعي، التي تشمل الحكم الشرعي لاستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الأغراض المختلفة، والجوانب البيئية المتعلقة باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الري، والخواص الطبيعية والكيمياوية لهذه المياه، والمكونات الواجب مراعاتها عند استخدامها، وجوانب الإدارة الخاصة بالعناصر الصغرى والمعادن الثقيلة، وأهمية هذه المياه كمصدر للعناصر الغذائية للنبات، والاستخدام الأمثل لها بحيث يكون استخدامها آمناً صحياً وبيئياً. وأوصى شاهين باعتبار استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في الأغراض المختلفة «خياراً استراتيجياً، إذ إنها مصدر متجدد ومتزايد لمياه الري، وأهمية مراعاة الجوانب البيئية والصحية عند تنفيذ مشاريع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الري. والإدارة الزراعية السليمة، باتباع الطرق العلمية في إدارة مثل هذه النوعية من المياه، بما يضمن الحفاظ على البيئة والصحة العامة، وأهمية الرصد والمراقبة لحالة التربة والنبات، وكذلك المياه الجوفية في المناطق التي يتم فيها الري باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة»، مبيناً ان استخدام المياه المطابقة للمواصفات القياسية «يؤدي إلى تحسين خواص التربة وإمدادها بجزء من الاحتياجات السمادية، وأهمية التدريب للكوادر الفنية على الإدارة والتعامل مع هذه النوعية من مياه الري».