أثناء مواراة الراحل الثرى في مقبرة العدل، تجسدت أسمى معاني التمسك بالشريعة الإسلامية السمحة من خلال المراسم، التي كانت تسير بشكل طبيعي خالية من المبالغة في تشييع الجنازة أو في إعداد وتجهيز القبر. فقد حمل غفر الله له على حمالة عادية وتم تكفينه وحمله على الأكتاف ومن ثم دفنه في قبر عادي كجميع المسلمين، وحسب السنة، مع عدم وجود ما يميزه من شواخص ومبان وعلامات، بل مجرد حفرة يعتليها التراب والحصى ولبنة صغيرة. وبعد انتهاء مراسم الدفن تجمع عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين بمختلف فئاتهم كهولا وشبابا وأطفالا حول سور مقبرة العدل لتوديع الراحل الكبير الأمير نايف، مصطفين على جانبي الطريق المؤدي إلى المقبرة، والتي تبعد نحو 15 كيلو مترا عن المسجد الحرام، وبدأوا بالتهليل والتكبير أثناء مرور السيارة التي كانت تقل الجثمان. دعوات رددها الآلاف من الجموع الغفيرة:«اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم أفسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة، اللهم أعذه من عذاب القبر، اللهم املأ قبره بالرضا والنور، والفسحة والسرور».