إن الأمير نايف بن عبدالعزيز لم يكن فقط مسؤولا عن ملف الأمن، بل كان منخرطاً في الاهتمام بقضايا المواطن، ولعب دوراً مهماً في الارتقاء ببلاده إلى مصاف الدول المتقدمة في العالم، وكان له دور محوري في التنمية المتوازنة وتحقيق الرفاه الاجتماعي، وهو بلا شك كان شخصية استثنائية استندت على رصيد وخبرة متراكمة عبر سنين طويلة في العمل الإداري الأمني، كان شخصية فريدة بثقله الاجتماعي، وساهم في بناء هذه الدولة من خلال مسيرة خالدة تحمل خلالها أعباء ومهام كبيرة، وكان بلا شك رجل دولة، وإلى جانب ترؤسه لوزارة الداخلية منذ عام 1975م إلا أنه كان يحظى بثقة الملوك الراحلين، وثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ونضرب مثالا على ذلك مما يدل على حنكته وبعد نظره، أنه ترأس اللجنة التي عنيت ودرست النظام الأساسي ونظام الشورى ونظام المناطق والتي صدرت في عهد المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1992م. وللأمير الراحل الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في أن تتجاوز هذه البلاد فترات عصيبة، حيث واجه الإرهاب بحزم وعزم وقوة، وأثبت نجاح المعادلة التي طرحها الأمير نايف ألا وهي توازي الحل الأمني مع الحل الفكري في مواجهة التطرف، والمعادلة قائمة على الحزم والقوة، بالإضافة إلى المعالجة الفكرية، وهذا يؤكد أن الأمير نايف بن عبدالعزيز كان أحد أركان الدولة السعودية الحديثة، ومن أبرز رجالاتها. ولعل تجاربه العديدة، ونجاحاته المتعددة تمثلت في ترؤسه لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي أقر العديد من الاتفاقيات الأمنية، ولعل أهمها الاتفاقية الأمنية لمكافحة الإرهاب، كما أن ترؤسه للجنة الحج المركزية العليا يكشف مدى اهتمامه بالقيام بدور مهم في الحفاظ على أمن ضيوف الرحمن والسهر على رعايتهم وراحتهم، بحيث لم يعد موسم الحج يمثل قلقا أو إزعاجا، وتحسب هذه النجاحات للأمير نايف بن عبدالعزيز. جانب آخر يتمثل في الإشراف على لجان الإغاثة والتبرعات الشعبية مما يعكس البعد الإنساني لدى الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقد غادرنا الأمير نايف بن عبدالعزيز بعد أن أدى الأمانة، وسوف تستمر هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته في المضي قدماً في عملية البناء والتنمية لتحقيق تطلعات المواطنين.