عبر أمير منطقة نجران الأسبق فهد بن خالد السديري عن حزنه الشديد لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وأشار إلى أن المملكة والأمتين العربية والإسلامية فقدت قياديا حكيما ومحنكا خلف وراءه إنجازات ستذكر لسنوات طويلة على المستويين الأمني والتنموي، وفي كثير من المجالات التي تهم الوطن والمواطن. وأشار السديري إلى أن الأمير نايف -يرحمه الله- كان قريبا من المواطنين رغم مشاغله الأمنية ومسؤولياته الجسيمة، يحرص على تلمس احتياجاتهم ومشاركتهم أفراحهم والتخفيف من آلامهم، مشيرا إلى أنه شاهد على كثير منها سواء عندما كان أميرا لمنطقة نجران أو بعد استقراره ما بين الرياض ومحافظة الغاط. وقال فهد السديري ل «عكاظ»: آثرت السكن في محافظة الغاط والاكتفاء بالتواجد في الرياض نهاية الأسبوع، بحثا عن الراحة وهربا من طلب الوساطات التي أرهقتني، وذات يوم جاءني ابن رجل خدم الدولة مع والدي وواصل الخدمة معي أثناء فترة عملي أميرا لمنطقة نجران، وأخبرني أن والده توفي وأحد أبنائه في السجن بسبب تهريبه وتعاطيه للمخدرات، وطلب مني الشفاعة وعرض طلبه الذي فات علي قراءته على سمو وزير الداخلية. وأضاف السديري، «تأثرت بالموقف وأنا أتذكر ما قدمه والد السجين من خدمات جليلة للدولة، ووجدت أن من واجبي أن أعرض الأمر على الأمير نايف بن عبدالعزيز، وبالفعل زرته في مكتبه بوزارة الداخلية، وشرحت له وضع والده، وأنه كان من خيرة من خدموا الوطن والمواطن بإخلاص على مدى سنوات طويلة، وسلمته طلب السجين فقرأه بعناية تامة كما هي عادته -يرحمه الله- وقال لي: «يا فهد السجين يقول إنه تعرض للتعذيب في السجن وهذا ما لا أرضاه ولا بد أن نحقق في الأمر». وقال السديري إن هذا الموقف مثال بسيط جدا على قراءة الأمير نايف بن عبدالعزيز الدقيقة لكل ما يعرض على سموه من معاملات واتخاذه للقرارات الحكيمة تجاهها، وحرصه على حفظ حقوق المواطنين حتى المخطئين منهم.