عانت ( م ر ) من قسوة الحياة ومرارتها بعد خروجها من السجن الذي قضت فيه ما يقارب السنة والنصف، تعرضت من خلالها إلى ضغوط نفسية داخل السجن وبسبب الظلم الذي وقع عليها من زوجها، الذي بات الآن حبيس القضبان، بسبب ما اقترفه في حقها من ظلم واستبداد وعنف، لا تزال تتجرع مرارته وآلامه حتى الآن .. «عكاظ» التقتها في منزلها الخالي من جميع مستلزمات الحياة الطبيعة، سوى مرتبة على الأرض، تنام عليها هي وطفلاها، ومطبخ ليس فيه غير ثلاجة صغيرة. حر واختناق تقيم ( م ر ) في شقة متهالكة في الطابق الأخير، غرفة ومطبخ وحمام، ما إن تدلف إلى داخل الشقة، حتى تشعر بالاختناق، فالتكييف سيء لدرجة لا تتطاق، فالمكيف الوحيد في الشقة لا يجلب غير الهواء الساخن، ربما كان مناسبا لو أننا نعيش في فصل الشتاء. ظلم وجحيم ( م ر ) بدأت حديثها والدموع تملأ عينيها والكلام يخرج متقطعا وكله عبرات، تقول: حياتي تحولت إلى جحيم والسبب زوجي الذي ظلمني كثيرا وعذبني، فقد كان سببا في دخولي السجن ومكوثي به قرابة السنة والنصف، رأيت فيه ما لا تستطيع امرأة مثلي أن تتحمله، تعرضت فيه إلى الضرب من السجينات اللاتي كن يكدن لي، وبعد أن أثبتت براءتي خرجت من السجن ولكن وبالرغم من أنها جاءت متأخرة إلا أنني حمدت الله عليها كثيرا، فالخروج من هناك حياة جديدة ورحمة من رب العالمين. حياة الكفاف واستطردت تقول: لم أتمكن من أخذ حقوقي، ولهذا أنا أعاني من حياة الكفاف، فهي حياة سيئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى إلا أنها ليست أسوأ من حياة السجن، فالرغم مما أعانيه إلا أنني أحمد الله أنني في نعيم إذا ما قارنت حياتي هذه بحياتي في السجن، فكما ترون أعيش بشقة متهالكة لا يوجد بها مقومات الحياة، أنام وأبنائي على لوح خشبي وضعت عليه مرتبة اسفنجية لنتقي حرارة الأرض في فصل الصيف وبرودتها في الشتاء، لدي طفلان أقوم بتربيتهما على قدر المستطاع، ورغم قسوة الحياة إلا أن عائلة والدهم دائما ما تحاول سحب الطفلين مني، فابني يبلغ من العمر إحدى عشرة سنة، وابنتي الآن يجب أن تدخل المدرسة للعام الدراسي الجديد، وثلاثتنا يواجه الحياة، وليس لنا غير الله تعالى معينا على مواجهة متطلبات الحياة.