جذبت بطولة يورو 2012 الأنظار تجاهها وإن كان الداهية الأرجنتيني ميسي جعل العالم يلتفت حيث تداعب قدماه الكرة عندما جندل أبناء السامبا وهز شباكهم بهاترك تاريخي سيظل عالقا في الأذهان. وبنهاية متعة ميسي عادت الأنظار لبطولة الأمم الأوروبية والتي حتى الآن لم يقدم المرشحون المنتظر منهم، وبقى الحديث حول التنظيم المشترك بين دولتي أوكرانيا وبولندا وهما الدولتين اللتان تعانيان من مشاكل اقتصادية كبرى ربما لا تستطيع بطولة كاليورو ولا حتى الأولمبياد من انتشالها منها أو حتى حل جزء يسير من الأزمة. ومن خلال متابعتي للبطولة وحديث رئيس اللجنة المنظمة في أوكرانيا بوريس كوليسينكوف والذي قال إن اوكرانيا بلد نام وربما لأن البطولة لا توافق موسم الإجازات في قارة أوروبا فإن المردود الاقتصادي والتعريفي بأوكرانيا كبلد يتطور بشكل متسارع قد لا يكون بنفس النسبة فيما لو أقيمت البطولة في أب أغسطس موسم الإجازات في القارة العجوز، لأن غالبية الجمهور يحضر لأوكرانيا للمباراة ويعود لبلاده في ذات اليوم. تخيلوا أن الحضور من بلد لبلد لا يستغرق سوى وقت قصير جدا يجعل حتى الموظف يجد فرصة لحضور المباريات من بلده دون الحصول على إجازة من عمله. هذه هي أوروبا لمن يحاول أن يبلغ برياضتنا وبنانا التحتية دوما ما في أوروبا التي تتوفر لديها كل سبل ووسائل النقل ليس من مدينة لمدينة وأنما من دولة لأخرى، وقد يجد البعض العذر لصغر المساحة وخلافه. ووسائل النقل التي تعتبر أحد أهم أسباب غياب الجماهير عن ملاعبنا، وهنا نتحدث عن نفس المدينة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها، وليس من مدينة لأخرى حتى لا يرتفع سقف الطموحات فينكسر، ولعل منظر ملعب الأحساء ليس ببعيد عن الذاكرة. وهو ما يجعلنا دوما نردد نريد حلولا لمعالجة مشاكلنا ووضع أرضية صالحة لممارسة الرياضة قبل الحديث عن «الخيال» الذي تعيشه الرياضة في أوروبا بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.