مارس بشار الوحش هو ورجاله أشنع أنواع التعذيب والقتل للسوريين بوسائل متعددة : ضرب مبرح بالعصي وركل بالأرجل وتجريح وتمثيل بأجسامهم وهم أحياء، وقتل بالرصاص والسكاكين والآلات الحادة والمناشير الكهربائية، والدفن إلى الموت بالتراب، والدهس بالدبابات، وهدم البيوت على ساكنيها بالمدفعية والطائرات. هذا إلى جانب التفجيرات والحرائق والخراب الناتج عنها. وللمستشارين العسكريين الفرس يد في أحداث الجرائم هذه. يزيد من ألم ومعاناة بعض ضحايا التعذيب، من المعتقلين بالآلاف، إرغامهم وإكراههم بالإجابة على السؤال: «من ربك» ؟، وتملى عليهم الإجابة : «ربي بشار» ، ويؤمرون بأن يقولوا : «بشار أكبر» «ولا إله إلا بشار»: كل هذا القتل والعذاب والتخريب ليستمر بشار رئيسا، والمستفيد من ذلك أفراد أسرته ومن معه من البعثيين إلى جانب النصيريين والإيرانيين الفرس. لقد أقيمت المجازر تلو المجازر في المدن والأرياف. فوحشية بشار تستحضر اسم أسرته الأصل (الوحش) الذي تغير إلى (الأسد) إبان الوحدة السورية المصرية. وبالنظر لقتله السوريين، فإسم الأسد على غير مسمى، الأسد الحقيقي يحافظ على عرينه (شعبه) ويحميه. يريد بشار أن يحكم السوريين رغما عن إرادتهم، فكيف لهم أن يقبلوا حكمه وهو يقتلهم؟، مجزرة الحولة في ريف حمص، ذات الطابع الطائفي، قتل فيها ( 110) أشخاص، وهم مقيدو الأيدي، نصفهم تقريبا أطفال صغار، وتبع ذلك مجازر ليس آخرها مجزرة القبير في ريف حماة، التي أحرق الناس فيها وهم أحياء. الذين قاموا بهذه المجازر هم من يطلقهم بشار: الشبيحة (فرق الموت) ورجال أمنه وجيشه النظامي. ويشاركهم في ذلك عسكريون إيرانيون، وقد قبض الجيش الحر على أفراد منهم. وثبت مشاركة رجال من حزب الله اللبناني في قتل السوريين. هكذا الحال في سوريا منذ اندلاع مظاهرات المواطنين السلمية في 14 مارس 2011م، ولا من حل في الأفق. لم تنجح مبادرة الجامعة العربية وجهودها، ولا التوصيات الناتجة عن اجتماعات وزراء الخارجية العرب، ولا خطة الموفد الدولي والعربي، كوفي عنان، لحل المشكلة بين بشار والمعارضة السورية، مثلما لم تنجح من قبل المناشدات الناتجة عن مؤتمرات أصدقاء سوريا، وقرارات مجلس الأمن. ردود فعل بشار ونظامه على المبادرة العربية ومبادرة عنان تمثلت مبدئيا بالقبول، لكن من غير تنفيذ، فقد ماطل وناور بشار، وحول المشكلة إلى طائفية، وصدرها إلى الخارج، وزاد من بطشه في الشعب السوري. وحتى تاريخه فشلت كل الحلول السياسية والمبادرات السلمية لإنهاء الصراع بين بشار وشعبه، ولا يستطيع بشار قبول حل مشرف، حيث هو واقع تحت تأثير ضغوط أسرته والبعثيين المتعاونين معه والنصيريين وغيرهم ممن يرى أن أي حل مقبول للشعب لا يخدم مصالحهم. كما أن إيران وحزب الله والعراق والصين وروسيا، لا يعنيهم أي حل على حسابهم. فالدافع لدعم إيران وحزب الله والعراق لبشار طائفي، لكن إيران تزيد على ذلك بدوافعها السياسية والقومية والعسكرية، لذلك مصلحتها هي في بقاء بشار، فهو ينفذ سياساتها ورغباتها بجعل بلاده نقطة انطلاق لها للبحر الأبيض ولبنان. فمن سوريا تتصل بحزب الله اللبناني وتحكم طوق «الهلال الشيعي» الفارسي. ومقابل الدعم الإيراني (السياسي والاقتصادي والعسكري) غير المحدود لبشار ونظامه، ولتواجدها العسكري المكثف في سوريا لحمايته، فقد لا تستجب إيران لأي مبادرة أو حل لا يصب في خدمة مصالحها، فقد أصبحت هي العقل المدبر والموجه لبشار، الذي أصبح غير قادر أن يتخذ قرارا ينهي الأزمة لا تقبله إيران، فلم يتبق له إلا الهروب من سوريا إلى الخارج.. والله أعلم. (يتبع).