أطلقت وزارة الشؤون الاجتماعية وجمعية واعي، بدعم من شركة أرامكو السعودية بدار الملاحظة الاجتماعية بالدمام، أكثر من 89 برنامجا تطويريا ومهاريا ومهنيا ل 115 حدثا على مدى (8) أشهر ضمن برنامج «حياة جديدة». واشتملت هذه البرامج على فعاليات تعليمية وثقافية متنوعة إلى جانب دورات علمية في الحاسوب، حلقات التحفيظ والبرامج الرياضية، وساهمت جميعها في تربية الأحداث بشكل سليم لضمان عدم عودتهم للدار مجددا. واستعرض عدد من الأحداث خلال لقاء إعلامي نظمه البرنامج بالدار مؤخرا همومهم، ومطالبهم، ومدى مساهمة البرنامج في إثبات شخصياتهم وصقلها وتزويدها بالمهارات الفنية والتقنية للخروج بصورة جديدة وتغيير الصورة السابقة لهم، مشيرين إلى أن أبرز أسباب انحرافهم يعود إلى تفكك الأسرة (الأب، الأم، والأخ)، عدم الرقابة، القسوة الزائدة، أو الدلال الزائد في زمن انشغلت فيه الأسرة عن القيام بدورها الرئيسي. يقول الحدث (ع. م): أسعى لتغيير حياتي السابقة وما صاحبتها من مشكلات وأحداث جعلتني حبيس الدار منذ عدة أشهر، والسبب أنني لم أجد من يوجهني ويرشدني إلى الطريق الصحيح، وقد التحقت بعدة برامج تطويرية ومهارية ضمن برنامج «حياة جديدة» بالدار استطعت من خلالها أن أكون رصيدا كافيا من المهارات التي ستعينني على الحصول على فرصة عمل مناسبة في أي قطاع بعد انتهاء محكوميتي، مبينا أنه أمضى فترة طويلة منذ بدء البرنامج وجميع من يخرج لم يعد إلى الدار مجددا حتى متكرري الدخول السابقين. أما الحدث (م. س) فيقول بكوب من تصميمي وطباعتي عدت إلى حضن أمي، فقد كتبت عليه عبارة «أحبك مهما حصل» فلم تتمالك والدتي نفسها وحضنتني في الزيارة أمام الجميع، مشيرا إلى أنه التحق بالبرنامج على أيدي متخصصين ومدربين أكفاء، متمنيا أن يستمر البرنامج في الدار لأهميته في صقل مهارات الأحداث وتوجيهها الوجهة الصحيحة. ويشير الحدث (ف. ن) إلى أنه تعلم ضمن فعاليات البرنامج على كيفية عمل ورق الجدران على الحائط وإتقانها بالشكل الصحيح، مبينا أنه خرج لمدة ثلاثة أيام بالكفالة ولم ألتق بأي صديق حيث انشغلت بلصق الورق على جدران غرفة أمي، كتطبيق عملي لما تعلمته من مهارة داخل الدار. أما الحدث (خ. ط) فقال «لو قدم لنا خلال تواجدنا الفترة الماضية في الدار مثل ما قدمه لنا برنامج «حياة جديدة» لما وصلنا إلى هذه المرحلة من الإتقان والمهارة في مختلف الحرف والمهن. من جهته قال الأخصائي الاجتماعي في الدار بندر الدوسري «إن من أبرز أسباب الانحراف الرئيسية لدى الشباب الأسرة، ثم رفقاء السوء، فالأسرة في هذا الوقت تخلت للأسف عن كثير من واجباتها ودورها تجاه أبنائها، فانعدم الإحساس بالمسؤولية وأصبح الأبناء هم الضحية»، مبينا أن برنامج «حياة جديدة» ساهم في تطوير قدرات الأحداث، والتحق عدد من الطلاب ببرامج المعهد المهني بالدمام بعد خروجهم من الدار، حيث ركز المشروع على الرعاية اللاحقة في متابعة الحدث بعد الخروج حتى لا يتعرض إلى النكسة.