.. شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم شدة الفقر، فقال له: أما عندك شيء ؟ قال: لا . فأعطاه درهمين وقال له: اذهب فاشتر بأحدهما طعاما وبالآخر فأسا واحتطب به وبع. فغاب الرجل خمسة عشر يوما ثم أتى فقال: بارك الله فيما أمرتني به. اكتسبت عشرة دراهم، فاشتريت لأهلي بخمسة طعاما وبخمسة كسوة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا خير لك من المسألة). وفي رواية أخرى : (أن أحد الشباب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يوما قائلا له: إني وأمي لا نملك غداء اليوم، وكان يتوقع أن يعطيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شيئا. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : تزوج . فظن الشاب أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسمع كلامه، فقال : يا رسول الله إني لا أملك حتى غداء هذا الظهر فكيف أتزوج ؟ فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثانيا : تزوج . فكرر الشاب كلامه. فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثالثا : تزوج. فتعجب الشاب من عدم إعطائه شيئا، مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم الكريم الذي يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.. عند ذلك رجع الشاب إلى أمه وأخبرها بمقالة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: إنه لا بد من أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم رأى حكمة في ذلك. فاستأذنت الأم من ولدها كي تخطب له بنت الجار. فقبل الولد بذلك وخطبتها الأم. فانتقلت الفتاة إلى بيت زوجها ببساطة كاملة ومن دون أي تكليف وتعقيد، فكان الزواج في اليوم نفسه. ثم فكر الشاب مع نفسه أنه لا يمكنه ترك زوجته هكذا بدون تهيئة أسباب المعيشة، ولذا ذهب إلى خارج المدينة واحتطب، وباع الحطب بدرهمين، واشترى بدرهم طعاما وادخر الدرهم الثاني لأن يشتري به فأسا، فلما جمع أربعة دراهم اشترى فأسا حتى يسهل له قطع الحطب بدون أن يجرح يديه بالأشواك، وبعد أيام اشترى جملا لتسهيل أمر نقل الحطب إلى السوق فكان يذهب كل صباح إلى الصحراء ويحتطب بالفأس حطبا كثيرا وينقله إلى السوق ويبيعه. وفي يوم الأربعين من زواجه رآه الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وهو يقود الجمل فسأله عن الجمل؟ فأخبره الشاب بقصته. فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ألم أقل لك تزوج !!.. ومع مرور الزمن أصبح الشاب من أثرياء المدينة).. فاعتبروا يا أولي الألباب فإنها والله موعظة كريمة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة