كشفت جولة «عكاظ» على عدد من الصيدليات في الرياض بشأن أسعار حليب الأطفال عن تلاعب تمارسه بعض الصيدليات في الأسعار في ظل غياب حماية المستهلك ورقابة فاعلة من قبل وزارة التجارة والصناعة وجمعية حماية المستهلك والبلديات ووزارة الصحة واللجنة الطبية بغرفة الرياض الصامتة أمام تلك الممارسات، حتى أصبح المستهلك لعبة بيد «صيدليات تتقاذف المستهلكين كالكرة»، ما ساهم في جشع أصحاب تلك الصيدليات وبعض الموردين، والتشبث بالأسعار وزيادتها من غير مبرر، ما جعل المستهلك الخاسر الأكبر. ورصدت جولة «عكاظ» المصورة أسعار حليب أطفال وزن 900 غرام، أن 3 صيدليات، متقاربة مكانيا في حي واحد، تبيع ذلك الحليب بأسعار على «مزاجها الخاص»، فصيدلية تبيعه ب 46 ريالا، وأخرى تبيعه ب 59 ريالا، والأخيرة التي كانت أكثر جشعا وضعت له سعرا هو 62 ريالا. وعندما يقول عاملون وموردون في نفس القطاع إن شركات رفعت بالفعل الأسعار منذ أسبوعين فهذا الكلام سمعناه كثيرا حتى أصبح شماعة يعلّق الكثيرون مبرراتهم عليها. وقالت مجموعة من المواطنين إن الصيدليات ترفع أسعار الحليب من دون رقابة، فقد تجاوز سعر بعض عبوات حليب الأطفال أسعارا خيالية، مشيرين في الوقت ذاته إلى أننا لا نعرف من المسؤول عن هذا الجشع هل الشركات الموردة أو أصحاب الصيدليات، موضحا أن أسعار الحليب في السوق المحلية في صعود مستمر، إلى جانب تفاوت الأسعار من متجر إلى آخر وصيدلية وأخرى. إلى ذلك، أكد ل «عكاظ»: رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور ناصر التويم أن الجمعية تدرس حاليا واقع الصيدليات، مشيرا إلى أننا سنقوم في الفترة القادمة بمسح كامل لأسعار الحليب في الصيدليات، مشيرا إلى أن هذه الارتفاعات ليست وليدة اليوم، بل بدأت منذ 3 سنوات، موضحا أن الزيادة التراكمية في أسعار حليب الأطفال بلغت 400 في المائة. وقال التويم: إن الحديث عن التكاليف غير مبرر، لأن أغلب حليب الأطفال يستورد من الدول الأوروبية، وكما هو معروف فإن اليورو انخفض في الشهور الماضية أمام الدولار والريال. وأيّد التويم إخضاع أسعار حليب الأطفال لأحكام التنظيم التمويلي في الأوضاع غير العادية. وطالب لجنة متابعة الموردين والتي شكلت من قبل 3 جهات حكومية ومنها (وزارة التجارة، وزارة المالية)، بإلزام كافة الموردين بنقش التسعيرة على عبوات الحليب، وذلك بعد احتساب هامش الربح المعقول، وعدم تقديم الإعانة لأي مورد إلاّ بعد نقش التسعيرة على العبوة حتى لا تتلاعب الصيدليات في الأسعار.