تقع حوطة بني تميم على مدار السرطان في وسط نجد، وتبعد عن العاصمة الرياض 160 كم، بلدة تزكي رائحتها من يمر حولها، وتتباهى بنفسها وجمالها كعروس تحيط بها الأودية والشعاب والجبال من جميع الجهات، وتعتز بأرضها الزراعية التي تنبت آلاف النخيل ذات الجودة العالية، وتتزين بمحمية الوعول الطبيعية التي جعلتها مزارا للعاشقين لطبيعتها والذين يأتون إليها من داخل المملكة ودول الخليج، إضافة إلى كثير من الأجانب الذين يجدون فيها مبتغاهم من النزهة والمتعة. يقول إبراهيم الرفيعة إن عبق تاريخ بلدة حوطة بني تميم يعود إلى أيام الخمول السياسي والركود الاقتصادي الذي أصاب وسط الجزيرة العربية، ولأن الجهل بسط نفوذه آنذاك فقد انتشرت كثير من البدع والخرافات والمعتقدات الفاسدة، إلى أن جاءت الدولة السعودية الأولى فقضت على الفوضى والمنازعات القبلية السائدة في نجد آنذاك، وبعد أن أتم الملك عبدالعزيز فتح الرياض سنة 1319ه، وبعد أن حصنها، أراد أن يؤمنها من كافة النواحي، فقرر أن تتم المرحلة الأولى على الخرج والحوطة والأفلاج ووادي الدواسر، وقد حصل ذلك عن طريق السلم اعتمادا على ما يتمتع به ابن سعود من مكانة في نفوس سكان جنوب نجد. قبيلة بنو تميم يسكن حوطة بني تميم قبيلة بنو تميم فسميت باسمهم إضافة إلى قبائل كبيرة ومشهورة، ويشتهر أهلها بالكرم والجود والطيبة والنخوة، ولا زالت القصائد والقصص وأخبار العرب تروي كثيرا من هذه المآثر لأناس استهوتهم الزراعة والرعي وتربية الإبل والماشية وبخاصة في الأرياف. يشير المتخصص في علم الآثار خالد عبدالرحمن العوين إلى أن محافظة حوطة بني تميم من المحافظات التي تشتهر بكثرة الاكتشافات للمعالم الأثرية، ومن بينها كهف القويع المشهور بكتاباته ونقوشه الأثرية التي تعود إلى آلاف السنين، وقال العوين بأن هذه الرسومات بأشكالها الغريبة هي الأولى في المنطقة الوسطى، إن لم تكن الأولى على مستوى المملكة أو ربما شبه الجزيرة العربية بأكملها، مبينا أنها تقع على سقف كهف عبارة عن تجويف في الجبل من أثر عوامل التعرية، وتوجد وسط الكهف صخور ساقطة من السقف، وأشار إلى أنه وبعد الحفر في أرضية الكهف حتى عمق 50 سم ظهرت مخلفات حيوانية يعتقد أنها أرضية الكهف الأصلية، أما الرسومات فهي عبارة عن دوائر يصل عددها إلى أكثر من 13 دائرة وتختلف من حيث المساحة، وخطوط متوازية يصل عددها إلى أكثر من 23 خطا، إضافة إلى أشكال مختلفة من مربعات ومستطيلات وغيرها لم استطع تمييزها لوجود طبقة سوداء نتيجة آثار حريق وسقوط أجزاء من السقف. وقسم العوين الرسومات إلى ثلاثة أجزاء أولها يقع في الطرف الجنوبي من الكهف والجزء الأوسط أما الجزء الثالث فيأتي في الشمالي من الكهف، ويعتقد العوين بوجود اتصال بين هذه الأجزاء، إلا أن سقوط أجزاء من السقف أدى إلى التفريق بينها..