بات من المؤكد أن جولة إعادة ساخنة تنتظر المرشحيْن للانتخابات الرئاسية المصرية محمد مرسي (مرشح جماعة الإخوان المسلمين)، والفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك حيث حصدا أعلى الأصوات في الجولة الأولى ولم تفرق بينهما سوى نسبة (4، . %) أربعة من عشرة في المئة فقط. وكانت مفاجأة الانتخابات احتلال المرشح الناصري حمدين صباحي المركز الثالث متقدما على كل من عبدالمنعم أبو الفتوح وعمرو موسى. وبحسب نتائج شبه نهائية استنادا إلى الأرقام التي أعلنها القضاة في مراكز الاقتراع في جميع محافظات مصر ال27 فاز مرسي بأعلى الأصوات بحصوله على 5.446.460 صوتا بنسبة 24.9 في المئة. وجاء في المركز الثاني أحمد شفيق الذي حصل على 5.338.285 صوتا بنسبة 24.5 في المئة، بينما احتل صباحي المرتبة الثالثة إذ حصد 4.616.937 صوتا بنسبة 21.1 في المئة، وجاء القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، الإسلامي المعتدل عبدالمنعم أبو الفتوح في المركز الرابع بحصوله على 3.889.195 صوتا بنسبة 17.8 في المئة، أما الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى فجاء في المركز الخامس مع 2.471.559 صوتا بنسبة 11.3 في المئة. في الانتخابات التي شارك فيها 21.856.708 ناخبا من إجمالي عدد الناخبين البالغ 50.524.993 ناخبا؛ أي بنسبة 43.3 في المئة. وأصدر أبو الفتوح البارحة بيانا دعا فيه بشكل ضمني إلى التصويت لمرسي في جولة الإعادة، إذ أشار إلى أنه سيبدأ من الآن اتصالات واجتماعات وحوارات مع كل القوى الوطنية وذلك لتجميع الجهود والأصوات لمواجهة ما أسماه (النظام الفاسد) في إشارة إلى خوض مرشح الاخوان جولة الإعادة أمام أحد مسؤولي نظام مبارك. وأضاف «أدرك جيدا أن الأمانة تقتضي أن تواصل الملايين الأربعة عشر التي اختارتنا (وهو مجموع الأصوات التي حصل عليها مرسي وابو الفتوح والمرشح الناصري حمدين صباحي في الجولة الأولى للانتخابات وفق النتائج الأولية) السير في نفس الطريق بجولة الانتخابات الثانية يومي 17 و18 يونيو المقبل، طريق استكمال مطالب وأهداف الثورة». وأضاف أبو الفتوح الذي انشق عن جماعة الإخوان المسلمين العام الماضي بعد أن رفضت ترشحه للرئاسة «سنسمو فوق خلافاتنا السياسية والحزبية وسنعلي فقط المصلحة الوطنية وسنبني توافقا وطنيا ثوريا حول كل القضايا السياسية الراهنة، كما سنقف صفا واحدا ضد رموز الفساد والظلم والاستبداد وسوف تنتصر ثورتنا وستكون مصر قوية باذن الله». كما تعتبر شريحة كبيرة من الشباب الذين أطلقوا الثورة ضد الرئيس السابق حسني مبارك وقطاع كبير من المصريين، أن احمد شفيق جزء من النظام السابق ويتهمونه بالتورط في ما يعرف ب«موقعة الجمل» وهو الهجوم الذي استخدمت فيه الجمال والأسلحة البيضاء ضد المتظاهرين في ميدان التحرير في الرابع من فبراير (شباط) 2011 قبل أيام من تنحي مبارك. وفيما أبدى العديد من المصريين فرحتهم بنتائج الانتخابات، أعرب آخرون عن قلقهم من انحصار المواجهة بين مرشحين أحدهما إسلامي والآخر كان مسؤولا في النظام السابق. واحتشد عشرات من المعارضين لشفيق في ميدان التحرير بالقاهرة أمس للتعبير عن معارضتهم له. وحذروا من مزيد من الاحتجاجات في حالة انتخابه رئيسا. ولا ينتمي الكثير من مؤيدي شفيق إلى الساحة السياسية الساخنة بالقاهرة والمدن الأخرى إنما ينتمون للريف حيث مخاوف الناخبين بشأن الأمن والنظام هي الأبرز.