عروس السراة كما يحلو للبعض تسميتها، هي تلك المنطقة الخلابة التي ترعرعت على سفح جبل أيّا الأشم الصامد، الذي يتميز بأجوائه اللطيفة الممتعة، كلما عاد البرد القارس على أعلى السراة، واشتعلت حرارة الساحل من جانبه غربا، وتجده يوازي جبال السروات من حيث الارتفاع. وعلى الرغم من وعورة الطرق المؤدية إلى المرقبان فهي واحدة من الجميلات الخمس على جبال السروات، وتجد أبناء المرقبان لايحتارون في نزهاتهم الأسبوعية، فعندما يخرجون من منازلهم يجدون أمامهم الطبيعة الجبلية الخضراء، وإن نزلوا إلى الوادي المحيط بهم فالمياه دائمة الجريان، والطيور الجارحة تستوطن متنزهاتهم التي تجد فيها مرتعا خصبا للقنص، فتشكل بذلك أجمل رحلاتهم الطبيعية. وتبعد المرقبان عن الليث 210 كيلو، وعن مكة 370 كيلو، وهي حاضرة لأكثر من 40 قرية منتشرة على سفوح جبل أيا وأهمها «المرقبان، صبح، شراقب، معده، الساعد، الخاصرة، المعيشرة، المعقد، الفرعة، الحِبي». وتحدها مراكز تابعة لمحافظة الليث من عدة جهات، فمن الشمال يحدها مركز ثقيف وميسان بن حارث، ومن الشرق مركز حداد بني مالك ومركز القريع بني مالك، ومن الجنوب مركز أضم ومركز الجائزة ومركز الحجرة زهران، وغربا مركز ربوع العين ومركز حقال. وتقع المرقبان على سفح جبل أيا، وعلى الوادي الشامخ الجفرة، وعندما تصعد قمة الجبل ترى بناظريك البحر الأحمر المستقرة شواطئه على محافظة الليث، من جهة مركز طفيل. واسم المرقبان أخذ من حصن المرقبان نفسه، حيث ظل الأجداد على مدى قرون يعملون على ترميمه، والذي يعود إلى الحروب التي كانت تقع في أيام الجاهلية، حيث كانوا يستعملونه كحراسة، ويدافعون عنه، والمرقبان يعني المراقب أو الحصن، وقد سمي بذلك قبل أربعة قرون من الميلاد. ويحظى المرقبان بالترميم والتجديد المستمر، وكلما بدت عليه ملامح التغيير يشهد مراحل أخرى من العناية باعتباره تاريخا للمكان، أما أهالي المرقبان فهم لا يزالون يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم منذ قديم الزمان، حيث يتمسكون بهذه العادات والتقاليد. وفي المرقبان هناك وادي الجِفرة بكسر الجيم الذي يمتد إلى أن يصل وادي العرج والليث، وشجرته النخل والسدر، حيث لا تنقطع المياه من والوادي على مدار السنة، وعندما تشاهد جبل أيا يأسرك منظره البديع وشلال المياه يصب من عليائه، لذلك اشتهرت المناطق التي حوله بالزراعة، خاصة زراعة البن وأشجارالنخيل، ما يعني أنه واحد من أهم المرتفعات الحجازية، حيث يرتفع عن البحر 4000 متر ويحاذي جبال السراة والمرقبان على سفوح الجبال، ويحده غربا وشرقا جبال السروات وجبال شهدان وجبال عمد والصفيحة. وفيه تكثر المناحل التي يصدر منها عسل السدر والسمرة.