ذكرت في مقالي الأسبوع قبل الماضي صورا من بر الوالدين وأتم الحديث فأقول إن من صور بر الوالدين أن تحرص بأن يكون لك نصيب من إهداء الوالدين هدية حتى لو كانا غنيين فالهدية تزرع المحبة وأنت تعرف ما يحبه الوالدان فاختر لهما ما يفرحان به فيشعر الوالدان بأن لهما أهمية عندك بالغة هذا يؤثر في نفسيهما كثيرا. ومن بر الوالدين توقير رأيهما ومن ذلك أنهم إذا أبديا رأيا فلا تشنع على رأيهما إذا رأيته مخالفا فإذا وجدت في الرأي مخالفة شرعية فتلطف في دفع الخطأ وإنكار الخطأ أما إذا كان ما طرحاه لا ينافي الشرع ولا ينافي العرف المحمود فأرى أن لا تنازعهما فيما أشارا به وسر وفق ما أراداه حتى لو كنت تعلم أن الرأي الذي طرحه الوالدان غير مناسب فأطعهما. ومن حسن برهما أن تحسن خدمتهما، فكثيرا منا يقول يا شيخ يوجد عند الوالدين خادمة فأقول لك أن من أحسن البر لهما أن تجتهد في خدمتهما حتى لو كانا مستغنيين عن تلك الخدمة. ثم إن من صور البر ومن برهما السعي في قضاء حاجتهما خارج منزلهما والمبالغة في إظهار أنهما لهما قدر عظيم عندك وأنك فرح بخدمتهما. ومن الملاحظ أن بعض الأحبة يقول أنني لا أريد أن أحمل والدي ما ألم بي من الهموم لكن حينما أذكر شيئا من ذلك أريد أن يدعوا لي فأقول هل تعلم أنك حينما تشكو إليهما ثم تنصرف فإنك قد حملت الوالدين من بعد إنصرافك هما كبيرا وهذا ينافي كمال البر يقول قائل كيف أعرض لهما ما ألم بي لأفوز بدعائهما أقول أوصيهما دوما بأن يدعوا لك بإصلاح الأمور الدنيوية والأخروية والمعيشية والأسرية دون أن تحميلهما شيئا مما ألم بك وأعلم أن الدعاء من الوالدين لك في إصلاح شؤونك كلها يكفيك الله به ما أهمك. ومن بر الوالدين أن تكرم ضيفهما إذا زرتهما أو كنت مقيما معهما. ومن بر الوالدين أن تصل أهل ودهما ولا يقتصر هذا على أن تبر أهل صحبتهما بعد موت الوالدين بل حتى وهم أحياء. ومن البر بالوالدين أن تذكر لهما ما وفقك الله تعالى إليه من الخير فإن نجاحك يسعد الوالدين. ومن بر الوالدين أن تبدأهما بما ينفس عنهما كربهما فإذا كانت والدتك مريضة أو والدك مريضا فبادر أنت قبل أن يطلبا منك أن تسعى بهما إلى الطبيب أو تحضر الطبيب إليهما، وإذا كانا في ضيق لكثرة جلوسهما في الدار وهذا يحصل لكبار السن فبادر أنت باقتراح نزهة فيها تنفيس الكرب وذهاب الغم. أخي الحبيب وسائل البر كثيرة فبادر بكل ما يفرح الوالدين ويسعدهما فما داما أحياء فأنت في طريق سهل للجنة فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الوالد أوسط أبواب الجنة). * المشرف العام على الدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة وخطيب جامع الخندق. [email protected]