امتلأت قاعات الاقتراع في مصر أمس بالناخبين، الذين انتظروا هذه اللحظة منذ عقود لاختيار رئيسهم بمحض إرادتهم، دون انتخابات صورية، وشهدت البلاد إقبالا ملحوظا منذ الصباح الباكر، واحتشد جموع المواطنين من مختلف الأعمار، في مراكز الاقتراع. وخلال جولة عكاظ على مراكز الاقتراع برز الحضور القوي لرموز التيار الديني خصوصا جماعة الإخوان، وحشد مؤيديهم أمام اللجان، فيما اصطف الرجال والسيدات والفتيات منذ الصباح الباكر، وبرغم حظر الدعاية في محيط أو داخل اللجان وقفت جماعات من شباب الإخوان يوجهون الناخبين لعدم الإدلاء بأصواتهم للفلول. وفي لجنة مدرسة فاطمة عنان بالحي الرابع بالتجمع الخامس حيث مسقط رأس ستة من المرشحين من أبرزهم عمرو موسي، وأحمد شفيق، وعبد المنعم أبو الفتوح توافد المؤيدون والمعارضون على حد سواء. ووقف موسي نحو الساعتين حتى أدلى بصوته، فيما التف حوله الشباب والرجال بعضهم هتف مؤيدا له والبعض الآخر دخل في حوارات وسجالات معه حتى أن شابا سأله ما رأيك في الفلول؟ رد على الفور: أنا ضدهم، قال الشاب ألست منهم ؟ رد موسى : لست منهم ولم أكن جزءا من النظام حين سقط، وقال للشاب سائلا : ألم يكن عصام شرف عضوا بلجنة السياسات بالحزب الوطني وألم تأتوا به إلى مقعد السلطة؟ وأجاب: نعم حملناه إلى مقعد الحكم ثم أطحنا به. وكان من اللافت أيضا أن أحمد شفيق أرجأ موعد تصويته بنفس اللجنة «يبدو حين علم بوجود موسى الذي مكث بها ساعتين» حيث كان مقررا أن يدلي شفيق بصوته في العاشرة صباحا غير أنه أرجأ وصوله إلى الواحدة ظهرا. وبسبب اتهامه بخرقه للصمت الانتخابي، أحالت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة بلاغا أمس إلى المستشار عبد المجيد محمود النائب العام ضد أحمد شفيق، حيث اتهمته بخرق الصمت الانتخابي وارتكاب جريمة انتخابية يعاقب عليها القانون لعقده مؤتمرا انتخابيا صباح أمس قام خلاله بالدعاية لنفسه. أما أبو الفتوح وبرغم أن محل سكنه في القاهرةالجديدة، فقد أدلى بصوته أمام اللجنة (22) في مدرسة ابن النفيس الإعدادية في مدينة نصر (شرق القاهرة).