بعد عودة محمد عبده لحجازياته في المشوار الغنائي عقب حفل عودته بعد الاعتزال في لندن العام 1997 قدم حجازيتين خطفتا انتباه المتابعين والنقاد كانتا «سلم علي بعينك إن كان بخلت يدينك»، من كلمات سعود سالم وألحان الراحل محمد شفيق رحمه الله و «جيتني مرحبابك» كلمات أسعد عبدالكريم وألحان طلال باغر، بعدها وفي 2009 قدم محمد عبده تحفته الحجازية المضمخة بعبق جدة وحاراتها الأربع ورائحة المطر في أخشاب رواشين جدة المطلة على بحيرة الأربعين عمله الجميل «والله واحشني زمانك»، ألحان محمد شفيق، لم تلبث الأغنية حتى رسخت في وجدان الناس من بين مجموعة الألبوم. هنا خطر في بالي أنه لابد من قصة حول هذا العمل طالما أن كاتبته هي الشاعرة الكبيرة ثريا قابل، وأنه لا بد من معاناة صاحبة ولادة هذا العمل الكبير، لا سيما أنني عايشت ولادة آخر عمل لثريا قابل مع توأمها الفني الراحل فوزي محسون «الله على دي العيون» التي كان قد فرغ من تلحين مذهب النص وكان كثير الإلحاح بأن تكتب له كوبليهات الأغنية طوال فترة مرافقتي له لعلاج ظهره في مستشفى عرفان، إلى أن تمكن من تضييق الحال عليها بتكرار مطلبه لتكتب له باقي الأغنية وهذا ماتم بالفعل لكي يسجلها «جلسة» بالعود قبل تنفيذها مكتملة في الاستوديو إلى أن رحل عن دنيانا. ليقوم بعد ذلك الفنان حسن اسكندراني بغنائها وترديدها حتى الآن. قصة ولادة النص أما عن قصة ولادة هذه الأغنية تقول الشاعرة الكبيرة ثريا قابل ل «عكاظ»: كتبت مذهب الأغنية في شهر رمضان المبارك عندما خامرتني فكرة النص الذي يقول: حطني جوه في عيونك شوف بي الدنيا كيف أحلا من شوقي وجنونك لما أجيلك يوم ضيف والله واحشني زمانك جلستك، حضنك، حنانك وتوقفت ولم أكمل كتابة باقي الصورة الغنائية نظراً لروحانية الشهر المبارك، أخذ الملحن المطلع مني وقام بتلحينه بنفس هذا اللحن المسموعة به الأغنية.. ومن فترة لأخرى كان يطالبني بإكمال النص. ولم يكتمل في ذهنيتي ولم ترد إلي فكرة إكمال النص، ظل يطالبني وأنا أعد بأن سيتم ذلك بمشيئة الله قريبا. ثم وفي إحدى المرات أصر علي أن يسمعني اللحن الذي جادت به قريحته الفنية بحكم أنه أحد أكبر المبدعين في مجال الموسيقى والتلحين السعودي. للحقيقة حفزتني الفكرة الموسيقية الجميلة التي وضعها لإكمال النص الذي تفرغت له كما نقول في حاراتنا الجداوية «ركبة ونص» حيث جاءت «والله واحشني زمانك» ... وكنت قد سعدت بالعمل عندما طرحه محمد عبده بعد سنوات طويلة من عملنا المشترك «لا.. لا .. ياحبيبي لا.. لا وربي» من ألحان فوزي محسون التي كان قد جددها في حفلات أبها عام 2000.. عموما سعادتي بهذا العمل كانت بنفس حجم انتشاره العريض وحب الناس له. وهو من الأعمال الأثيرة عندي.