من الدواعي المهمة التي تؤكد حاجة المجال الإسلامي المعاصر لأن يستعيد اليوم الاهتمام من جديد بمبحث الجمال أو علم الجمال، ليكون علما فاعلا ومؤثرا في ساحة المسلمين على صعيدي النظر والعمل، من هذه الدواعي ما يتصل بتفشي نزعات الكراهية والتعصب والرغبة في القتل في مجتمعات المسلمين، النزعات التي ظهرت بشكل خطير ومخيف، غيرت من صورة الإنسان المسلم ناظرا ومنظورا إليه على الصعيدين الإسلامي والعالمي. فقد أصبح هناك من المسلمين من يظهر الكراهية والكراهية الشديدة لغيره من المسلمين الذين يختلفون معه في الجماعة أو المذهب، وأصبح هناك من المسلمين من يظهر التعصب والتعصب الشديد لغيره من المسلمين الذين يختلفون معه في الجماعة أو المذهب، ووصل الحال إلى الرغبة في القتل، فهناك من المسلمين من يقتل غيره من المسلمين الذين يختلفون معه كذلك في الجماعة أو المذهب، وأزهقت في هذا الطريق عشرات الأرواح البريئة من النساء والرجال والأطفال والشباب والشيوخ، تم استهدافهم في الطرقات والأسواق والمدارس، وحتى في دور العبادة وغيرها. ولا شك أن هذه النزعات تتسم بالقبح والقبح الشديد، وتصنف على السلوك القبيح، الذي يتنافى ويصطدم تماما مع علم الجمال، وفلسفة الجمال، وقيم الجمال، ويقع هذا السلوك على الضد من هذا العلم وفلسفته وقيمه. وهذا يعني أن الجمال والقيم الجمالية والنقد الجمالي أحد المداخل المهمة في النظر لهذه النزعات الموصوفة بالقبح، وفي مواجهتها ومكافحتها، وتفكيك بنيتها ومنظومتها المفاهيمية والسلوكية. وبحسب هذا المدخل، فإن نزعات الكراهية والتعصب والرغبة في القتل، إنما هي نزعات لا تصدر إلا من إنسان يفتقد إلى التربية الجمالية، ويبتعد عن القيم الجمالية، ولا تربطه صلة حقيقية بالجمال والثقافة الجمالية، ولا يعني له الجمال شيئا، ولا يمثل له قيمة. فليس من الجمال كراهية الآخرين مسلمين وغير مسلمين، وليس من الجمال التعصب في التعامل مع الآخرين مسلمين وغير مسلمين، وليس من الجمال بالطبع الرغبة في قتل الآخرين مسلمين وغير مسلمين، فهذه المواقف والسلوكيات تقف وراءها كتلة من الأحاسيس والانفعالات والأذواق التي لا تتسم أبدا بالجمال والقيم الجمالية، فالأحاسيس الكريهة لا تصدر عنها إلا سلوكيات كريهة، والأحاسيس الجميلة لا تصدر عنها إلا سلوكيات جميلة. ومن الجمال محبة الآخرين، والتلطف معهم، وليس كراهيتهم وبغضهم، ومن الجمال التعامل مع الآخرين بمنطق الحوار والتحاور (وقولوا للناس حسنا) (سورة البقرة، آية: 83). وليس التعامل معهم بمنطق التعصب، ومن الجمال توفير الأمن والسلام وتحقيق التعايش والتواصل مع الناس، وليس الرغبة في قتلهم.. من هنا فإن علم الجمال يصلح أن يكون علاجا، وينبغي أن يكون علاجا لمثل هذه النزعات الموصوفة بالقبح. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 115 مسافة ثم الرسالة